بين الحاجة وسلطة القانون.. مراكز طبية سورية في اسطنبول تغلق أبوابها
ماريا أبو ضاهر | برنامج مارِس التدريبي
أغلقت وزارة الصحة التركية مؤخرًا عددًا من المراكز الطبية السورية في مدينة اسطنبول، بعد أن كانت تستقبل يوميًا مئات المرضى السوريين الذين يلجؤون إليها كبديل عن المشافي والعيادات التركية.
برناج “مارِس” التدريبي التقى طبيبين يعملان في تلك العيادات، ووفق ما قالاه، فإن قرار إغلاق المراكز الطبية يعود إلى سببين رئيسين، الأول أنها لا تستوفي المعايير الصحية حسب مزاعم وزارة الصحة، والآخر هو عدم قانونية ممارسة مهنة الطب دون تعديل الشهادات العلمية.
وكانت تلك المراكز افتُتحت تحت مسمى “جمعيات خيرية” بهدف تقديم الخدمات الطبية للسوريين، والتخفيف من العقبات التي من الممكن أن يتعرضوا لها، كالتكلفة المادية المرتفعة للعيادات التركية، وعدم امتلاك قسم من السوريين لبطاقة الحماية المؤقتة “الكيملك” التي تخولهم دخول المشافي الحكومية التركية.
إذ تتراوح قيمة المعاينة في أغلب المراكز الطبية السورية في اسطنبول بين 30 و50 ليرة تركية، أي أقل من 10 دولارات أمريكية، بينما ترتفع هذه القيمة في العيادات التركية بنحو ثلاثة أضعاف.
كما توفر هذه المراكز فرص عمل للأطباء السوريين الذين لم يتمكنوا من تعديل شهاداتهم في تركيا، وهو ما يمنعهم من العمل في المشافي التركية، أو افتتاح عيادات خاصة.
ويتجاوز عدد السوريين في تركيا، ثلاثة ملايين و651 ألفًا و635 لاجئًا، حسب أرقام إدراة الهجرة التركية، وتشهد مدينة اسطنبول أكبر تجمع سكاني للاجئين السوريين.
طبيب الأسنان، موسى أبو ضاهر، والذي يعمل في أحد المراكز المغلقة حديثًا في منطقة الفاتح انتقد في حديث لبرنامج “مارِس” التدريبي قرار الإغلاق، وقال إن “أي قرار يجب أن يطرح البديل وأن يكون هذا البديل موازيًا لسابقه أو أفضل منه، فالمنطق يقضي السعي نحو الأفضل”.
وأضاف، “مع الأسف لم تقدم الدولة التركية البديل المناسب رغم أنها تدعي أن المشافي تستقبل السوريين، وها نحن الآن ندخل متاهة البيروقراطية والروتين، ولا ننسى أن الكثير من السوريين لا يملكون الكيملك، ويتعذر عليهم الذهاب إلى المشافي الحكومية التركية، في الوقت الذي كانت فيه المراكز السورية تستقبلهم”.
وتابع أبو ضاهر، “رغم تحفظنا على بعض المشاكل التي كانت تحصل في الجمعيات الخيرية إلا أنها حلت أزمة كبيرة للسوريين منذ نشأتها، من حيث السعر، وخبرة الأطباء السوريين، وسهولة التواصل عبر اللغة العربية، فكان من الأجدر أن تنشأ مراكز طبية بكوادر سورية وإدارة تركية”.
أما الطبيب محيي الدين راشد، اختصاصي الأمراض الداخلية، الذي يعمل في مركز طبي أغلق جزئيًا، فهو لم يستغرب القرار، إذ “لا يوجد بلد عربي ولا أجنبي سمح للاجئين بمثل هذه المراكز”، بحسب تعبيره.
وخلق القرار صدمة عند السوريين المقيمين في اسطنبول، والذين يعتمد أغلبهم على تلك المراكز في الاستشارات الطبية، ورصد برنامج “مارِس” التدريبي مجموعة من الآراء حول القرار.
الشاب سامر السيد، وهو طالب جامعي، قال لبرنامج “مارِس” إن القرار “له تأثير على الكثير من السوريين، خاصة أن المراكز التركية تكلفتها عالية”، وأضاف “أنا لست مع قرار الإغلاق لكن أرى أنه يجب على وزارة الصحة تشديد المراقبة على المراكز السورية”.
الطالبة في جامعة “أسكودار” في اسطنبول، لارا علي، توافق سامر الرأي وتضيف، “أتردد كثيرًا إلى المراكز السورية بسبب صعوبة اللغة التركية بالنسبة إلي”.
أما الشابة هدى سكري، فبالرغم من معرفتها باللغة التركية، لكنها تفضل الذهاب إلى المراكز السورية “بسبب خبرة الأطباء السوريين”، بحسب تعبيرها.
–
اذا كنت تعتقد/تعتقدين أن المقال يحوي معلومات خاطئة أو لديك تفاصيل إضافية أرسل/أرسلي تصحيحًا
إذا كنت تعتقد/تعتقدين أن المقال ينتهك أيًا من المبادئ الأخلاقية أو المعايير المهنية قدم/قدمي شكوى
-
تابعنا على :