تحل غدًا، التاسع من نيسان، الانتخابات الإسرائيلية، في لحظات عربية معقدة، تتراوح ما بين صفقة القرن، والمنتظر أن يعلن عنها بعد الانتخابات، وهدايا مجانية من الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، والرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، لرئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو.
وشملت الهدايا الاعتراف بالسيادة الإسرائيلية على الجولان السوري المحتل، ونقل السفارة الأمريكية إلى القدس، كدعم مباشر، إضافةً لإعادة رفات جندي إسرائيلي قتل في معركة “السلطان يعقوب” في لبنان عام 1982، عدا عن قطار التطبيع مع دول خليجية.
ما أهمية الانتخابات الإسرائيلية المقبلة؟
الانتخابات الإسرائيلية الحالية انتخابات مبكرة، تقام بدلًا من الموعد المقرر في تشرين الثاني من هذا العام، بعد قرار الائتلاف الحاكم في إسرائيل اللجوء إليها.
يحكم بنيامين نتنياهو إسرائيل منذ 2009، مكملًا عقدًا من الزمن، وسعى إلى تقديم موعد الانتخابات لمواجهة تهم الفساد التي تحيط به منذ عام 2015، في القضايا المعروفة باسم القضية 1000 والقضية 2000 والقضية 4000.
وليس إجباريًا أن يتنحى نتنياهو عن منصبه بسبب هذه القضايا، والتعرض للمحاكمة بصفته مواطنًا عاديًا، إلا في حال إدانته بجرائم أخلاقية، وبعد استنفاد إجراءات الاستئناف، ما يكسبه وقتًا أطول، خاصةً بعد إعلانه أن المدعي العام لن يوجه أي تهم له قبل الانتخابات.
تاريخيًا، لطالما اعتبر اليمين في إسرائيل أن المحاكم تتحيز نحو اليسار، وهذه النقطة التي من المحتمل أن يستغلها نتنياهو لصالحه بعد الانتخابات باعتباره قائدًا لليمين الذي حقق الكثير من الانتصارات عبر الطرق الدبلوماسية.
هذه الانتصارات التي حققها نتيناهو مؤخرًا بدعم مباشر من الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، عبر قراره بنقل السفارة الأمريكية إلى القدس، واعترافه بسيادة إسرئيل على الجولان السوري المحتل، تزيد فرص نتنياهو في الانتخابات المقبلة، عدا عن تمريره قانون الدولة القومية، والذي يقضي بيهودية إسرائيل، باعتبارها وطنًا قوميًا لليهود.
لكن استطلاعات للرأي تشير إلى تقدم مرشح الأبرز بيني غيتس على حساب نتنياهو، بحسب ما نشرته “سي إن إن عربية”، أمس 7 من نيسان.
المرشح الأبرز.. بيني غانتس
يعد بيني غانتس المرشح الأبرز في مواجهة نتنياهو، رئيس أركان الجيش الإسرائيلي السابق، ومشرف الحرب على قطاع غزة في عام 2014.
وشكل غانتس تحالف “أزرق- أبيض” مع المذيع الإسرائيلي، يائير لبيد، وهو وزير المالية السابق في عامي 2013-2014 في حكومة نتنياهو، وأحد الشهود في قضايا الفساد التي تلاحق رئيس الوزراء.
وسيتولى رئاسة الوزراء بعد مضي عامين ونصف على ولاية بيني غانتس، في حال انتصر تحالفهما في الانتخابات المقبلة.
صرح غانتس في وقت سابق عن عدم نيته الانسحاب من الجولان السوري، وأكد أن القدس المحتلة هي عاصمة إسرائيل.
غانتس يحظى بدعم وزير الأمن الإسرائيلي السابق، موشيه يعلون، والذي تحالف معه في مواجهة نتنياهو.
تهم الفساد تلاحق نتنياهو
تلاحق نتنياهو ثلاث تهم تتعلق بالفساد، الأولى وهي القضية رقم 1000، والتي تتعلق بتلقيه سيجارًا فاخرًا وزجاجات شمبانيا، من قبل أرنون ميلشان، المنتج السينمائي الإسرائيلي في هوليود، مقابل تمرير قانون يعفي الإسرائيليين العائدين من الخارج، من الضرائب لعشر سنوات، عدا عن مساعدته في شراء أسهم في القناة الثانية التلفزيونية، ودعم منطقة تجارة حرة بالقرب من الحدود مع الأردن.
القضية الثانية وهي القضية المعروفة باسم “القضية رقم 2000″، وتتعلق بمحاولة نتنياهو رشوة أرنون نوني موزيس، مالك صحيفة “يديعوت أحرونوت”، بحسب ما ذكر موقع “تايمز اوف اسرائيل”.
وبحسب التسجيلات التي حصلت عليها الشرطة الإسرائيلية، حاول نتنياهو إقناع موزيس بتخفيف هجوم الصحيفة عليه، مقابل إضعاف صحيفة “يسرائيل هيوم” التي صعدت أسهمها في الفترة الأخيرة، وتوزع مجانًا، عبر إصدار قانون يمنع توزيع الصحف بشكل مجاني، ما سيرفع من الأرباح المالية لصحيفة “يديعوت أحرونوت” .
والقضية الثالثة التي تعرف باسم القضية 4000، تتعلق بمنح نتنياهو ميزات ضريبية لشركة الاتصالات “بيزيك”، في مقابل دعم لنتنياهو من الموقع الإخباري “واللا”.
عرب إسرائيل بين المشاركة والمقاطعة
ينقسم العرب في إسرائيل، أو ما يعرف “بعرب 48” بين المشاركة أو مقاطعة الانتخابات الإسرائيلية المقبلة، خاصةً بعد إقرار قانون الدولة القومية في إسرائيل من جهة، وعدم الجدوى من المشاركة في الانتخابات، لانعدام التأثير العربي في السياسة الإسرائيلية تجاه الفلسطينيين من جهة أخرى، وخاصة بعد قرار لجنة الانتخابات المركزية في الكنيست الإسرائيلي شطب قائمة حزب التجمع والحركة الإسلامية الجنوبية.
وكان الحزب والحركة دخلا بقائمة موحدة حملت اسم “الموحدة العربية وحزب التجمع”.
بينما رفضت اللجنة شطب قائمة الجبهة الديمقراطية والعربية للتغيير.
ويبلغ عدد الفلسطينيين العرب الإسرائيليين 1.2 مليون ناخب ما يشكل حوالي 17% من عدد سكان إسرائيل.
–