هو عبارة عن التهاب حاد في الكبد يحدث بسبب الإصابة بفيروس التهاب الكبد من النوع (أ)، ويعتبر من أكثر الأمراض المسببة للأوبئة التي تنتشر بين طلاب المدارس وفي المخيمات وأماكن السكن الجماعي. وبعد أن لوحظ انتشاره في منطقة وادي بردى بريف دمشق ثم توسع الجائحة لتصل إلى سكان دمشق، وجدنا أنه من واجبنا توضيح بعض النقاط حول هذا المرض سعيا للحد من انتشاره
كيف تحدث العدوى؟
ينتقل الفيروس عبر الطعام أو الشراب الملوث ببراز شخص مصاب، ولذلك يمكن أن تحدث العدوى بعدة طرق: تناول طعام قام بتحضيره شخص مصاب بالتهاب الكبد (أ) دون أن يغسل يديه بعد الخروج من المرحاض، تناول فواكه أو خضار ملوثة بفضلات شخص مصاب، شرب مياه ملوثة بالفيروس، استخدام مرحاض مشترك مع شخص مصاب دون غسل اليدين جيدًا بعد الخروج، عدم غسل اليدين بعد تغيير حفاض طفل مصاب.
متى يكون المصاب ناقلًا للمرض؟
يكون المصاب ناقلًا للمرض قبل ظهور الأعراض بـ 10 – 14 يومًا، ويستمر لمدة أسبوع بعد ظهور اللون اليرقاني، وكذلك فإن الأشخاص المصابين دون ظهور أعراض واضحة يكونون قادرين على عدوى غيرهم، وهذا ما يسبب انتشار المرض بشكل أكبر.
ما هي أعراض الإصابة؟
قد تمر بعض الحالات دون ظهور أي أعراض على الإطلاق، وقد تظهر أعراض كأعراض الإنفلونزا (تعب عام، قشعريرة، ارتفاع حرارة، غثيان) وقد تظهر الأعراض الوصفية بعد 2-6 أسابيع من التعرض للفيروس وتشمل: أعراض الإنفلونزا، غثيان، فقدان شهية، إقياء، ألم بطني، يرقان (اصفرار لون الجلد وبياض العين)، بول غامق كلون الشاي، براز فاتح اللون، حكة، فقدان وزن، اكتئاب.
هل تسبب الإصابة خطورة على الحياة؟
عادة ما يشفى التهاب الكبد (أ) دون أن يسبب ضررًا دائمًا للكبد، وإنما تمنح الإصابة مناعة تبقى مدى الحياة. إلا أنه في 0.5 % من الحالات قد يحدث التهاب كبد صاعق يسبب قصورًا كبديًا حادًا تنتج عنه الوفاة، ويحدث ذلك عند المصابين بضعف المناعة أو من لديهم إصابات كبدية مزمنة كتشمع الكبد أو التهاب الكبد المزمن بالفيروس (ب).
كيف يتم العلاج؟
عادة ما يشفى تلقائيًا خلال 10 – 20 يومًا من ظهور الأعراض، ويمكن أن تستخدم بعض الأدوية كمعالجة عرضية والتي توصف من قبل الطبيب. وللمساعدة على سرعة الشفاء ينصح بما يلي: الراحة التامة في المنزل حتى اختفاء الأعراض، الإكثار من السوائل، الإقلال من الأطعمة الدهنية والبروتينية والثقيلة والإكثار من الأطعمة الخفيفة والغنية بالسكريات والفيتامينات، الامتناع عن المشروبات الكحولية تمامًا.
ما هي سبل الوقاية من الإصابة بهذا المرض؟
عن طريق الممارسات الصحية الصحيحة أولًا وإعطاء اللقاح ثانيًا.
تشمل الممارسات الصحية: المحافظة على النظافة العامة، غسل اليدين جيدًا بالماء والصابون بعد استعمال المرحاض أو تبديل حفاضات الأطفال، تعقيم حنفيات المرحاض بالكلور بعد استخدامها من قبل المصاب، غسل اليدين قبل تناول الطعام، غسل الفواكه والخضار جيدًا قبل تناولها، طهي الطعام جيدًا، توفير مصادر مياه الشرب المأمونة، تعقيم مصادر المياه بالكلورين أو غلي الماء قبل استخدامه لمدة دقيقة على الأقل، التخلص بطرق سليمة من مياه الصرف الصحي.
أما اللقاح: فيحتوي على فيروس مثبط، ويعطى حقنًا بالعضل على جرعتين؛ تمنح الجرعة الأولى مناعة لمدة 2 – 4 أسابيع، بينما تعطى الجرعة الثانية بعد 4 – 6 أشهر من الأولى وتمنح مناعة لمدة 5-8 سنوات وقد تصل لأكثر من 20 سنة.
لمن يعطى اللقاح؟
يتوفر على صعيد العالم عدة لقاحات ضد التهاب الكبد (أ) تتماثل جميعها في تحقيق الحماية من الإصابة وفي الآثار الجانبية المحتملة، ولا يوجد أي من هذه اللقاحات يرخص بإعطائه للأطفال تحت عمر السنة الواحدة.
ويوصى بإعطاء اللقاح للمعرضين لخطر الإصابة بالعدوى كالمسافرين إلى مناطق ينتشر فيها الفيروس، وكذلك هو ضروري جدًا للأشخاص الذين يعانون من إصابات كبدية مزمنة كالتهاب الكبد (ب) أو تشمع الكبد لأن إصابتهم بالتهاب الكبد (أ) قد تكون صاعقة ومميتة.
وحتى بعد التعرض للفيروس فإن إعطاء جرعة واحدة من اللقاح في غضون أسبوعين اثنين من التماس مع الفيروس يؤمن آثارًا وقائية، وتُحقق حملات التلقيح الموجهة إلى مكافحة فاشيات المرض نجاحًا باهرًا في المجتمعات الصغيرة في حال شُرِع في شن تلك الحملات مبكرًا وحققت معدلات تغطية عالية بين صفوف العديد من الفئات العمرية.