المسؤولية
عندما توقفت عن لوم الآخرين ووضع أوزاري على ظهورهم وقّعت صك ملكية حياتي بحلوها ومرها، بحزنها وفرحها، بلحظات الفشل والنجاح. لكني مع ازدياد يقيني بأني المسؤول الأول والأخير عن مصيري أيقنت أن الآخرين كذلك. عندها توقفت عن محاولة تغييرهم! {فَذَكِّرْ إِنَّمَا أَنتَ مُذَكِّرٌ* لَّسْتَ عَلَيْهِم بِمُصَيْطِرٍ * إِلاَّ مَن تَوَلَّى وَكَفَرَ * فَيُعَذِّبُهُ اللَّهُ الْعَذَابَ الأَكْبَرَ * إِنَّ إِلَيْنَا إِيَابَهُمْ * ثُمَّ إِنَّ عَلَيْنَا حِسَابَهُمْ} (سورة الغاشية، 21-26).
ليسوا سواء
كما أن للإسلام نسخًا كثيرة (داعشية وصوفية وإخوانية.. شيعية وسنية.. إلخ)، فإن للمسيحية واليهودية مثلها (ليسوا سواء)، وكما أن تسويق الإعلام على أن الإسلام ليس إلا داعش هو ظلم وإجحاف، فإن تسويق الكثير من الفقهاء بأن المسيحية واليهودية ليست إلا تثليثًا وصهيونية هو جهل وإجحاف. وهكذا تختلف حدة ونوعية مخاطبة الآيات مع اختلاف الطوائف ضمن الملة الواحدة. {لَيْسُواْ سَوَاء مِّنْ أَهْلِ الْكِتَابِ أُمَّةٌ قَائِمَةٌ يَتْلُونَ آيَاتِ اللَّهِ آنَاء اللَّيْلِ وَهُمْ يَسْجُدُونَ}
(سورة آل عمران، 113).
خذ العفو
على مستوى الأفراد الأصل هو العفو {خُذِ الْعَفْوَ} (سورة الأعراف، 199). حماية المجتمع تتم ببناء القانون العادل الذي يتوافق مع مزاج المجتمع {وَأْمُرْ بِالْعُرْفِ} (سورة الأعراف، 199). للنجاح في ذلك لابد من تجنّب الانجرار إلى المعارك الجانبية والاهتمامات الوضيعة التي تستهلك الجهد والطاقة {وَأَعْرِضْ عَنِ الْجَاهِلِينَ} (سورة الأعراف، 199). الاعتماد على الفرد دون قانون متفق عليه وفق الآليات المقبولة في المجتمع (التصويت مثلًا) يؤسس للفساد والفوضى فلقد {خُلِقَ الْإِنسَانُ ضَعِيفًا}(سورة النساء، 28). لذلك كان إيجاد القوانين الناظمة تخفيفًا عنه وحماية له من نفسه {يُرِيدُ اللَّهُ أَن يُخَفِّفَ عَنكُمْ} (سورة النساء، 28)، {وَاللَّهُ يُرِيدُ أَن يَتُوبَ عَلَيْكُمْ وَيُرِيدُ الَّذِينَ يَتَّبِعُونَ الشَّهَوَاتِ أَن تَمِيلُواْ مَيْلًا عَظيمًا} (سورة النساء، 27).