يشغل 80 طفلًا الأسرة في أحد مشافي محافظة الحسكة في سوريا، بعظامهم البارزة ورؤوسهم المحلوقة، مع آثار الشظايا والجراح البادية على أجسادهم الصغيرة، بعدما وصلوا إليها من آخر معاقل تنظيم “الدولة” وبعضهم في أيامه الأخيرة.
ورصدت صحيفة “التايمز” البريطانية في تقرير لها، صدر اليوم الأحد 7 من نيسان، أحوال الأطفال الخارجين من المناطق التي كانت تخضع لسيطرة تنظيم “الدولة الإسلامية” في سوريا.
معظم الأطفال مصابون بالقمل والجرب، كما ينتشر بينهم التهاب الدماغ والسل، مع الجروح والشظايا التي ألحقتها بهم الألغام أو الغارات الجوية والقنابل.
حوالي 10% من الأطفال يصلون وحدهم، بعضهم دون أسماء أو جنسيات، وهم يحومون بين الحياة والموت، قال طبيب متحدثًا للصحيفة، “أحيانًا يكون الأطفال في أيامهم الأخيرة حينما يصلون إلى هنا”.
أكثر من 200 طفل استقبلتهم خلال الأشهر القليلة، 20 منهم توفوا (معظمهم من سوء التغذية وآخرون من الإصابات والجراح)، وبينهم أطفال من عائلات لا تنتمي للتنظيم استخدموا كدروع بشرية.
يحتفظ المشفى بأسوأ الحالات في الحاضنات، وقالت ممرضة للصحيفة، “عادة في هذه المرحلة من سوء التغذية يكونون هادئين للغاية”.
تم تحويل معظم الحالات من مخيم الهول شرقي الحسكة إلى المشفى.
وقرب المخيم يوجد 300 قبر تضم أفرادًا من التنظيم مع أبنائهم الذين قتلوا في المخيم، وأحيانًا يوضع أكثر من طفل في قبر واحد.
وقال حراس في المخيم للصحيفة إن أهالي الأطفال يعتبرونهم “شهداء للخلافة”، وتابع أحدهم “من المؤسف رؤية ذلك، النسوة لا يبكين، حتى على أطفالهن”.
حسب التقديرات الأممية يضم مخيم الهول حوالي 73 ألفًا، 65% منهم من الأطفال، تلقى بينهم 1722 العلاج في مشافي المحافظة، ولا يضم المخيم سوى ثلاث عيادات متنقلة، وست نقاط طبية ثابتة وسيارتي إسعاف، في حين يوجد أكثر من 25 ألف طفل بحاجة لعلاج سوء التغذية.
–