tag icon ع ع ع

إريك فروم

على عكس الكتب المتداولة والمصنفة كأفضل الكتب مبيعًا، والتي تحاول أن تعطي الأزواج والشركاء كبسولات جاهزة لحياة ناجحة وحب مستمر، وطرقًا محددة لحياة عاطفية مكللة بالنجاح، يقدم عالم النفس الأمريكي الألماني “إريك فروم” كتابه الممتع والعميق “فن الحب” والذي ترجمه إلى العربية الأستاذ “مجاهد عبد المنعم مجاهد”.

يقدم فروم لكتابه بقوله “سيكون الكتاب محبطًا لمن يتوقع تعليمات سهلة في فن الحب، فهذا الكتاب يريد أن يبين أن الحب ليس إحساسًا عاطفيًا يمكن للمرء أن ينغمر فيه بسهولة”.

وفي حين يعتقد كثير من الناس أن الحب هو شيء “يقع” للإنسان إن كان “محظوظًا” وفي حين يفشل الكثيرون في إدراك سبب فشل كثير من العلاقات وسبب اندثار الحب وتلاشي العاطفة، يحاول الكاتب أن يوضح أن الحب لا يمكن أن ينجح إن سعى الإنسان لإنجاحه دون محاولة أكثر فعالية لتطوير شخصيته الكلية.

فالحب ليس كلمات الغزل الجميلة ولا العضلات المفتولة وإنما هو فن، مثل أي فن، يحتاج ليبرع المرء فيه إلى شجاعة وتواضع حق وإيمان ونظام، ولا يمكن استمراره بغير الصبر وبذل الجهد.

يحاول الكاتب عبر 123 صفحة، وفصول أربع، أن يرفع درجة النضج والحكمة لدى القارئ وأن يطلعه على عمق موضوع الحب وحساسيته وأهميته، بلغة سهلة وسلسلة بقدر ما هي دقيقة وعميقة.

وإن كان الكتاب سيكون وجبة شهية ومغذية جدًا لمن يبحث عن حب حقيقي ناضج، فهو لن يفيد أبدًا من يبحث عن حب عابر أو علاقة عاطفية عابرة غير مسؤولة، أو حتى علاقة ارتباط تقليدية، الكتاب حقًا لأولئك الذين يبحون عن ذواتهم ويسعون لحب الآخر من “جوهر وجودهم” وفي “جوهر وجوده”.

فالحب باختصار وفق فلسفة “فروم” ليس شيئًا يحدث لنا .. بل شيء نخلقه ونصنعه، والحب ليس الحظ بل العمل والنشاط.

وعلى الغلاف الخلفي يزين الكاتب مؤلَّفه بعبارة باراسيليوس التي تقول “من لا يعرف شيئًا لا يحب أحدًا، ومن لا يستطيع أن يفعل شيئًا لا يفهم أحدًا، ومن لا يفعل شيئًا لا قيمة له، أما من يفهم فسوف يحب ويلاحظ ويرى، وكلما ازدادت المعرفة بشيء عظم الحب.. ومن يتصور أن جميع الثمار تنضج في موسم نضج الفراولة لا يعرف شيئًا عن العنب”.

نجاح

شكرًا لك! تم إرسال توصيتك بنجاح.

خطأ

حدث خطأ أثناء تقديم توصيتك. يرجى المحاولة مرة أخرى.





×

الإعلام الموجّه يشوه الحقيقة في بلادنا ويطيل أمد الحرب..

سوريا بحاجة للصحافة الحرة.. ونحن بحاجتك لنبقى مستقلين

ادعم عنب بلدي

دولار واحد شهريًا يصنع الفرق

اضغط هنا للمساهمة