هجمات خاطفة لتنظيم “الدولة” بعد إنهاء نفوذه شرق الفرات

  • 2019/04/07
  • 1:27 ص
عناصر من قسد في بلدة الباغوز شرق الفرات - 24 من آذار 2019 (AFP دليل سليمان)

عناصر من قسد في بلدة الباغوز شرق الفرات - 24 من آذار 2019 (AFP دليل سليمان)

عنب بلدي – خاص

بعد إعلان النصر على تنظيم “الدولة الإسلامية، سارت عربات الـ “همر” الأمريكية وعليها رايات “وحدات حماية الشعب” (الكردية) إلى شوارع مدينة القامشلي شرقي سوريا تحتفل بهزيمة تنظيم “الدولة الإسلامية” على وقع الأنغام الشعبية وحلقات الدبكة المحلية.

خطر التنظيم في سوريا ما زال قائمًا، لا سيما بعد إعلانه عن عمليات متتابعة، رغم الإعلان الرسمي من “قوات سوريا الديمقراطية” أنه لا أرض للتنظيم اليوم، بعد سيطرتها على الباغوز في دير الزور، في 23 من آذار الماضي.

هجمات خاطفة متفرقة

ومنذ ذلك التاريخ أعلن تنظيم “الدولة” عن عدد من العمليات الأمنية، بداية من 29 من آذار، حين ذكرت وكالة “أعماق” التابعة للتنظيم أن “مفرزة أمنية” تمكنت من قتل خمسة وإصابة ثلاثة آخرين من عناصر “قسد” عبر تفجير عبوة ناسفة بآلية رباعية الدفع قرب جسر الميادين بمنطقة ذيبان بريف دير الزور.

وأضافت الوكالة أن عناصر التنظيم تمكنوا غداة العملية الأولى من قتل عنصر آخر بكمين على طريق ذيبان- الطيانية بريف دير الزور الشرقي.

كما شن التنظيم ثلاث عمليات متفرقة قتل إثرها خمسة عناصر في ريف دير الزور، توزعت بين طريق حقل كونيكو وبالقرب من حقل الجفرة النفطي والثالثة على طريق ذيبان-الحوايج، بحسب الوكالة التابعة له (أعماق).

“قوات سوريا الديمقراطية” لم تعلق على عمليات التنظيم، ولم تفصح رسميًا عن القتلى الذين يعلن عنهم التنظيم، ولكنها اكتفت بالتصريح عن وجود مقاتلين للتنظيم في كهوف منطقة الباغوز شرق الفرات، وفق ما قال المتحدث باسمها، مصطفى بالي، لشبكة “فوكس نيوز” الأمريكية.

يبدو الصمت تجاه تلك العمليات من جانب “قسد” لتجنب المؤشرات القوية على وجود خلايا للتنظيم في المنطقة الشرقية من سوريا، والتي من شأنها أن تخلط أوراق المنطقة الأمنية والعسكرية، وتحول دون الوصول إلى استقرار في المدى القريب.

صحيفة “النبأ” التابعة للتنظيم قالت في عددها الأخير، الجمعة 5 من نيسان، إن مقاتلي التنظيم نفذوا 11 هجومًا على مواقع “قسد” بريف دير الزور، خلال أسبوع، ما أسفر عن مقتل وإصابة 27 عنصرًا.

وأضافت الصحيفة، التي اطلعت عليها عنب بلدي، أن من بين القتلى قيادي في “قسد”، لم تسمه، قتل في تفجير آلية على طريق الخرافي-الشدادي، بينما أصيب مسؤول آخر على طريق حقل الجفرة النفطي.

واكتفت “قسد” بالإعلان عن أربعة تفجيرات “انتحارية” شهدتها مدينة الرقة، الأربعاء 3 من نيسان الحالي، وفق ما قال المتحدث مصطفى بالي، لوكالة “رويترز”.

وأضافت الوكالة أن تصريح بالي جاء ردًا على أسئلة حول وقوع انفجارات في المدينة، دون الحديث عن أي خسائر بشرية أو تحديد مكان الانفجارات.

وتحدثت شبكة “فرات بوست” المحلية، في 3 من نيسان الحالي، عن تحليق للطيران الحربي التابع للتحالف الدولي على علو منخفض في سماء مدينة الرقة.

التنظيم يلعب حرب عصابات حينما يخسر

التحالف الدولي قال في بيان بعد يوم على إعلان هزيمة “التنظيم” إنه سيبقى متحدًا في هزيمة ودحر مقاتليه، بما في ذلك أفكاره التي يعتبرها “متشددة”.

وفي تقرير لصحيفة “نيويورك تايمز” عقب الإعلان عن هزيمة التنظيم، حذرت من سياسة التنظيم التي ينتهجها في وقت كان يخسر فيه أراضيه، كما حذرت من بقاء كبار قادة التنظيم على قيد الحياة واستمرار تنفيذ هجمات كما حصل في هجوم مدينة منبج السورية، في كانون الثاني الماضي، الذي أودى بحياة 15 شخصًا من ضمنهم أربعة أمريكيين.

وقالت الصحيفة إن التنظيم تكيف مع خسائره، وعاد للعمل على تكتيكات حرب العصابات، التي استخدمها بالماضي، كالاغتيالات والتفجيرات والكمائن والغارات.

ونقلت عن القيادي في الجيش الأمريكي، جوزيف فوتيل، قوله إن الأرض المحررة من التنظيم لا تزال غير آمنة حيث تتجذر الخلايا النائمة.

ونفذت تلك الخلايا، وفق فوتيل، منذ الصيف الماضي ما لا يقل عن 250 هجومًا خارج المناطق الخاضعة لسيطرة التنظيم في سوريا.

كما شنت 91 هجومًا في سوريا بعد ثلاثة أشهر على خسارة مدينة الرقة، في تشرين الأول 2017.

وأشارت الصحيفة إلى أن التحول نحو أساليب “الكر والفر” التي تعتمد على المراقبة المنهجية والشبكات السرية لشن هجمات، كالتي حدثت في منبج، أبقى الجماعة بشكل فعال في سوريا على الرغم من خسارتها لأراضيها.

ووفق الصحيفة فإن التنظيم شن، منذ عام 2017، عندما بدأ يخسر مناطق سيطرته تباعًا، هجمات في نحو 25 دولة حول العالم على الأقل.

مقالات متعلقة

سوريا

المزيد من سوريا