درعا – عنب بلدي
ضمت مزارع محافظة درعا هذا العام الكثير من الخيرات، إذ زادت معدلات الأمطار عن الأعوام السابقة، بحسب تقديرات مديرية الزراعة والإصلاح الزراعي بدرعا.
لكن انتشار الآفات والحشرات وقف عائقًا أمام وفرة الإنتاج وجودة المحصول، مع معاناة المزارعين من الحيرة والعجز عن علاجها.
أمراض أبلت الزرع باكرًا
بدأت الأعراض تظهر على موسم العروة الربيعية، ثم لوحظ اصفرار شتلات القمح وذبولها، ما أثار استغراب مزارعين من قرى حوض اليرموك، والجيدور، ومنطقة تل شهاب، والطبريات، من هذه الظاهرة.
حشرة حفار الساق كانت المسؤول الأول عن إلحاق تلك الأضرار، مع الخشية من انتشارها وتأثيرها على إنتاجية موسم القمح.
لكن مهندسًا زراعيًا، تحدثت معه عنب بلدي وطلب عدم ذكر اسمه، قال إن المشكلة لا تقف عند نوع واحد من الحشرات، مرجعًا انتشارها إلى الهطولات المستمرة التي منعت جفاف التربة وحدوث الصقيع، ما حال دون موت الحشرات، وأدى إلى ظهور الأمراض الفطرية.
وقال، “بالنسبة لمحصول القمح لم يكن حفار الساق هو السبب الوحيد، وإنما لاحظت في أثناء جولاتي على حقول المزارعين انتشار فأر الحقل”.
كما لم يكن محصول القمح هو النبات الوحيد المتأثر بالعوامل الجوية، فقد عانى موسم البازلاء من مرض البياض الزغبي في وقت مبكر هذا العام، وهو أمر غير معتاد، حسبما قال المهندس الزراعي.
في السنوات الماضية كان مرض البياض الدقيقي هو ما يصيب البازلاء، وفي وقت متأخر من الإنتاج، إذ إن رشة المبيد الفطري الوقائية كانت تحمي المحصول من الأمراض المبكرة.
كذلك أصيب موسم الفول بمرض الصدأ في وقت مبكر قبل الوصول لذروة الإنتاج، ما أثر سلبًا على الإنتاجية كمًا ونوعًا.
وقال المزارع محمود الإسماعيل، لعنب بلدي، إن “الحمرة”، وهو التوصيف الشائع لمرض الفول، أثرت على إنتاجه، مع ترجيح المزارع الشاب أن استمرار هطول الأمطار لفترة متأخرة هذا العام كان هو العامل المساعد على انتشارها وعدم القدرة على السيطرة عليها من خلال الرش الوقائي.
كما أصيب أيضًا محصول الثوم بلفحة مبكرة، نتيجة الرطوبة الزائدة، أثرت أيضًا على إنتاجه، حسبما قال المزارع محمد السالم، لعنب بلدي، بينما كان لمحصول البطاطا نصيب من مرض اللفحة النارية.
حلول مكلفة ولا تحمل نفعًا
استخدم المزارعون الحلول المتوفرة لديهم لإنقاذ المحاصيل، وقال سعيد المحمد، في بلدة سحم، لعنب بلدي، “رغم المطر الوفير لهذا العام لا أتوقع إنتاجية مرتفعة لمحصول القمح وذلك بسبب مرض حفار الساق، الذي كلفني رش المحصول مرتين ولم يعطِ الرش النتيجة المرجوة”.
ورغم رش الفئران بالسم داخل الجحور، إلا أنها لا تزال تفتك بمحصوله.
أما الإسماعيل فقد عانى في سعيه لعلاج الآفات العصية، إذ اضطر لرش المحصول رشات إضافية، وصلت كلفتها لحدود 30 ألف ليرة للمرة الواحدة، وتابع “لم أحصل على النتيجة المرجوة مع العلم أننا في السنوات الماضية كنا نكتفي برشة واحدة”.
وأشار إلى ارتفاع بأسعار الأدوية، وارتفاع بأسعار جرار الرش، وهو ما تبع الارتفاع “الجنوني” بأسعار المحروقات، إذ وصل سعر الليتر إلى 600 ليرة سورية.
ويقدر سعر صرف الدولار أمام الليرة السورية بنحو 550 ليرة، بحسب موقع “الليرة اليوم” المتخصص بأسعار العملات.
وقال السالم، “رغم الرشات المتكررة والمكلفة لم يتعافَ محصولي من مرض اللفحة المبكرة”، واعتبر أن المطر المتأخر وبرودة الجو في نهاية الشهر الثالث وبداية الشهر الرابع أثرت على المحصول من حيث انتشار المرض وقلة الإنتاجية.
قلق من الأمراض المتتالية
غياب موجات الصقيع سيؤدي أيضًا إلى انتشار الحشرات كالذبابة البيضاء، التي تضع بيوضها على أوراق النباتات، ثم تتحول إلى دودة تفتك بالمحصول، ما يجبر المزارع على استخدام المبيدات الحشرية.
ومع الدفء انتشر النمل الذي يقتات على البراعم الخضراء للنباتات الصيفية، كالخيار والكوسا والبطيخ، وقال المزارع عايد المطلق لعنب بلدي إن النمل يقتات على براعم نبات البطيخ ما يسبب موتها.
كذلك اعتبر المطلق أن تغيرات الجو لهذا العام من انخفاض درجة الحرارة والمطر في آواخر آذار وأول نسيان سببت إصابة النبات الصيفي باللفحة، وخاصة مزروعات الإنفاق البلاستيكية، والتي من المعتاد الكشف عنها بأول شهر نيسان.
وأثرت برودة الجو المتأخرة على نمو براعم الأشجار الصيفية مثل العنب واللوزيات في ظل تخوف المزارعين من التأثير على إنتاجية المحصول لهذا العام.