عنب بلدي – ريف حلب
لا تزال المظاهرات الشعبية في سوريا مرتبطة بيوم الجمعة، الذي تحول إلى رمز بعد عام 2011، ردد فيه المتظاهرون شعارات نادت بإسقاط النظام وطالبت بإخراج المعتقلين، ليشهد في الوقت الحالي ترديد شعارات تطالب بالقضاء على الفساد في مناطق الشمال السوري، مع تصدر الشعارات المناهضة للنظام السوري حتى اليوم، كمطلب رئيسي لا يمكن التنازل عنه.
في ريف حلب الشمالي خرج المئات من المدنيين، الجمعة 5 من نيسان الحالي، في مظاهرات شعبية تركزت بناحية صوران والقرى التابعة لها إلى جانب مدينة الباب، ضد “الفساد الإداري” المتعلق بالمجلس المحلي للناحية والمدينة.
وبحسب مراسل عنب بلدي في ريف حلب، فإن مظاهرة “ضخمة” خرج فيها المئات من أهالي القرى التابعة لناحية صوران بريف حلب، ضد الفساد الإداري في المجلس المحلي للناحية.
وأوضح المراسل أن المتظاهرين طالبوا بإجراء انتخابات “حرة” في المجلس المحلي لصوران، وتزامن معها خروج مظاهرات في الباب ضد “الفاسدين” وطالب فيها الأهالي بمحاسبتهم، مؤكدين على “استمرار الحراك السلمي”.
الناس تعبت
الطبيب، سمير موسى، أحد المشاركين في مظاهرة صوران، قال لعنب بلدي إنهم خرجوا ضد الفساد الإداري في المجلس المحلي، “على يد أشخاص لم يقدموا أي نوع من الخدمات على مستوى الكهرباء والمياه والأمور الطبية والصحية”.
وأضاف موسى، “الناس ضاق صدرها وتعبانة (…) لا توجد خدمات ميدانية أو صحية من طرقات وغيرها ومياه وكهرباء”، موضحًا أن “المظاهرات الحالية خرج فيها الأهالي لتغيير القائمين على المجلس المحلي، وجلب أشخاص أكاديميين وجيدين يعملون على خدمة المنطقة (…) نحنا بحاجة لأشخاص يعملون بجد وتعب ويقدرون الأهالي”.
بينما قال المواطن محمد بكور، وهو معتقل سابق لست سنوات في سجون النظام السوري، “تفاجأت بعد خروجي من المعتقل بوجود بشار ثان في المنطقة، على خلفية الظلم واختلاس الأموال وظلم الناس من نازحين ولاجئين (…) من جميع شرائح المجتمع”.
وأضاف بكور لعنب بلدي، “نطلب من الأتراك محاسبة الظالمين والفاسدين لأنهم يستحقون المعاقبة ولا يختلفون عن النظام السوري (…) عانيت ست سنوات في المعتقل وتفاجأت بأن الشعب في ريف حلب يعاني من كل شيء”.
وتساءل، “كيف يغض الأتراك نظرهم عن الفاسدين الذين يمسكون بإدارة المنطقة”.
توتر في الباب
وتدير تركيا المجالس المحلية في ريف حلب الشمالي، والتي يرتبط عملها بالولايات التركية بينها غازي عنتاب، وكلس، وهاتاي.
وكانت المجالس أعلنت في الأشهر الماضية أنها تسير بسلسلة إجراءات لتنظيم مناطق ريف حلب الشمالي والشرقي، من خلال مشاريع على مستوى الصحة والأمور التي يحتاجها المواطنون الأصليون أو النازحون.
وبحسب مراسل عنب بلدي، فإن المجلس المحلي لناحية صوران هو مجلس مركزي تتبع له مجالس فرعية كمجلس احتيملات وكفرة وراعل ودويبق وغيره من القرى المحيطة بها.
وفيما يخص مظاهرات الباب تأتي حاليًا بعد أسابيع من أخرى مشابهة، في آذار الماضي، خرج فيها الأهالي ضد الفساد الأمني، بعد حملة من الاستخبارات العامة ضد تجار المخدرات في المدينة، والتي انتهت باشتباكات بين الطرفين.
وبعد تطور الاشتباكات بين الاستخبارات ومسلحين في المدينة يتهمون بترويج المخدرات، أسفرت عن قتيل وجريح، سلم ثلاثة من عناصر الاستخبارات أنفسهم للشرطة العسكرية، التي قامت بدورها باعتقالهم.
وطالب المحتجون بإطلاق سراح الموقوفين بشكل فوري، إلى جانب “وضع حد لتجارة المخدرات والسرقات والفساد”، و”الفساد الأمني” المتمثل بفساد المؤسسات الحكومية وخاصة الأمنية، بحسب وصفهم.
اعزاز نموذج أول
وتقود التطورات الحالية التي تشهدها مناطق ريف حلب إلى شهر آب 2018، إذ نفذ الأهالي حينها اعتصامًا لمدة 40 يومًا، طالبوا فيه بإقالة المجلس المحلي الذي يتهمونه بالفساد.
وفيما بعد انتهى الاعتصام في 23 من أيلول 2018، بعد وعود تلقاها المتظاهرون تلخصت بانتهاء صلاحية المجلس الحالي بنهاية عام 2018، على أن تبدأ انتخابات جديدة مطلع العام الحالي.