عنب بلدي – خاص
كانت تركيا جسرًا لعبور مخطوفين أجانب إلى بلادهم من سوريا بعد مرحلة اختطفوا فيها، على اختلاف جنسياتهم وخاطفيهم.
ومنذ مطلع 2018 عاد خمسة مواطنين أجانب بجنسيات مختلفة، فرنسية، وكندية، ويابانية، وإيطالية، دون تحديد الجهة الخاطفة.
مواطنان كنديان أول العائدين
في شباط 2018، سلمت “حكومة الإنقاذ”، العاملة في إدلب، والمتهمة بتبعيتها لـ “هيئة تحرير الشام”، مواطنين كنديين إلى تركيا، بعد التنسيق مع السفارة الكندية.
وعقب التسليم، قال بسام صهيوني، رئيس “الهيئة التأسيسية” التي شكلت بموجبها “حكومة الإنقاذ”، إن المواطنين الكنديين (شان وجولي)، دخلا عن طريق التهريب من لبنان إلى الأراضي السورية، مرورًا بمناطق النظام ووصلوا إلى قلعة المضيق في ريف حماة الغربي.
وبحسب صهيوني فإن جولي من أصل لبناني، وقال إنها دخلت مع شان بنية العبور إلى تركيا من سوريا، عبر تجار ومهربين في المناطق الحدودية.
وأوضح صهيوني في مؤتمر صحفي، “بعد علمنا بالقضية ومعرفة وجهتهم والتحقق من عدم وجود ارتباط خارجي أو عدائي، تواصلنا مع الحكومة التركية والكندية، ورتبنا مع الحكومتين لتسليمهما”.
ولم تصرح تركيا أو الحكومة الكندية حول تفاصيل عودة المواطنين وتسليمهما من قبل “الإنقاذ”.
الياباني جومي ياسودا
في 23 من تشرين الأول من عام 2018، تصدر الصحفي الياباني حديث الصحف والوكالات بعد غياب ذكره لنحو عامين.
ياسودا أفرج عنه ودخل إلى تركيا بعد عملية قادتها المخابرات التركية بالتعاون مع قطر، ووجهت أصابع الاتهام إلى “جبهة النصرة” (المنحلة في هيئة تحرير الشام) كون الصحفي الياباني اختطف في جسر الشغور بريف إدلب، التي كانت واقعة حينها تحت سيطرة “الجبهة” عام 2015.
لكن “هيئة تحرير الشام” نفت ضلوعها باختطاف الصحفي الياباني جومبي ياسودا، في محافظة إدلب، بعد ساعات من الحديث عن الإفراج عنه.
ياسودا، الذي ولد عام 1974 في محافظة سايتاما اليابانية، انخرط في العمل الصحفي عام 1997 حين عمل لصالح مؤسسات إعلامية محلية، إلا أنه قرر أن يصبح صحفيًا مستقلًا عام 2003، للتفرغ لتغطية صراعات الشرق الأوسط.
الطفلة ياسمين
سلمت “حكومة الإنقاذ” طفلة فرنسية الأصل إلى سفارة بلادها في تركيا، في كانون الأول من العام الماضي، بعد سنوات من اختطافها على يد مقاتلين فرنسيين في محافظة إدلب شمال غربي سوريا.
تبلغ الطفلة من العمر أربع سنوات، ويعود تاريخ خطفها من قبل مقاتلين فرنسيين “جهاديين” في إدلب إلى عام 2017، إذ أقدمت مجموعة مقاتلة يقودها القيادي الفرنسي “عمر أومسن” المعروف بـ “عمر ديابي” والقيادي “أبو وقاص الفرنسي” على احتجازها بعد مقتل أبيها الفرنسي الذي كان يقاتل إلى جانبهم في إحدى معارك إدلب.
وكان المقاتلون ينضوون في تشكيل يسمى “فرقة الغرباء” والتي أعلنت انضمامها فيما بعد إلى “تنظيم حراس الدين” الذي يقول إنه يتبع “تنظيم القاعدة” في محافظة إدلب.
عقب احتجاز الطفلة قام “عمر ديابي”، قائد المجموعة، بمفاوضة والدتها للإفراج عنها مقابل فدية ماديّة، مع الإشارة إلى أن الأم من الجنسية البلجيكية، واحتجزت ابنتها من قبل المقاتلين الفرنسيين بعد مقتل زوجها.
استمر القيادي الفرنسي بمفاوضة الأم لأشهر للحصول على الفدية المالية، ما دفع الأم، في شباط 2018، إلى توجيه نداء إلى السلطات البلجيكية من سان جوسيه في بروكسل لإنقاذ طفلتها ياسمين، قبل أن تسلمها “حكومة الإنقاذ” بعد حل خلاف بين “حراس الدين” و”هيئة تحرير الشام” حول مصير الطفلة المختطفة.
الإيطالي سيرجيو زانوتي
اختطف سيرجيو زاتوني في سوريا منذ عام 2016، على يد مجموعات مسلحة لم تحدد هويتها، وأعلن رئيس وزراء إيطاليا، جوزيبي كونتي، في 6 من نيسان الحالي، أن رجلًا إيطاليًا كان محتجزًا في سوريا، وهو في طريق “العودة إلى الوطن”.
أطلق سراح زانوتي بعملية مخابراتية واستقصائية ودبلوماسية “معقدة”، وفق بيان لمكتب وزير الخارجية الإيطالية.
وأضاف البيان، “يبدو مواطننا في حالة جيدة عمومًا، وخلال ساعات قليلة سيعود إلى روما”.
أسرة زانوتي، وهو رجل أعمال من بريشا، قالت إنه احتجز جنوبي تركيا قرب الحدود السورية.
وفقًا لعدة تقارير إعلامية تم اختطاف زانوتي، وهو رجل أعمال من بريشيا الإيطالية الشمالية، في سوريا في نيسان 2016 على أيدي جماعات مسلحة مرتبطة بـ”تنظيم القاعدة”.
ونشرت الجماعة المسلحة، بعد سبعة أشهر من اختطافه، تسجيلين مصورين لزانوتي، وظهر في أحدها جاثيًا على ركبتيه بين رجلين ملثمين وهو ينظر إلى الكاميرا، ويناشد الحكومة في روما للتدخل ومنع إعدامه.
ويتهم ناشطون سوريون التشكيلات العسكرية بكسب أموال طائلة لقاء الإفراج عن المختطفين، إلا أن قيمة هذه الصفقات تبقى طي الكتمان، بينما رصدت عنب بلدي في وقت سابق صفقات للإفراج عن ناشطين ومقاتلين سوريين من خاطفين يتبعون لفصائل متشددة، قدرت قيمتها وسطيًا بـ 100 ألف دولار لكل شخص.