تدخل إيران كوسيط لعودة العلاقات بين النظام السوري وحركة المقاومة الإسلامية الفلسطينية (حماس)، التي لم تتخذ موقفًا واضحًا من الثورة السورية في سوريا.
ونقل موقع “المونيتور” عن مسؤول إيراني قوله اليوم، الأربعاء 3 من نيسان، إن إيران تتوسط بين النظام السوري و”حماس” منذ مطلع عام 2017، مشيرًا إلى أن العديد من الاجتماعات جمعت قادة إيران و”حماس” لتحقيق هذا الهدف.
وأضاف المسؤول الإيراني، بحسب ما ترجمت عنب بلدي، أن النظام السوري يواصل إدراك خروج قادة “حماس” من دمشق في عام 2012، واستقرارهم في قطر وتركيا، وتصريحات بعض قادة “حماس” المؤيدة للثورة كانت بمثابة طعنة في الظهر.
ومع ذلك أوضح المسؤول أن الوساطة الإيرانية ووساطة “حزب الله” اللبناني خففت من موقف دمشق تجاه “حماس”.
ولم تتخذ “حماس” موقفًا واضحًا من الثورة في سوريا، التي انطلقت عام 2011، فبينما اتهم بعض قادتها في سوريا بتدريب عناصر من المعارضة، حافظ مكتبها السياسي على سياسة النأي بالنفس ومغادرة دمشق إلى الدوحة.
وبعد مقاطعة دولٍ عربية لقطر، على رأسها السعودية والإمارات ومصر، اضطرت “حماس” إلى مغادرة الدوحة إلى بيروت بتنسيق مع “حزب الله”.
وكان النظام السوري من أبرز الداعمين للحركة، في إطار ما يعرف بـ “محور المقاومة”، ومن خلفه طهران.
وفي تصريحات سابقة لقائد “حماس” في قطاع غزة، يحيى السنوار، أبدى استعداد حركته لإعادة العلاقات مع النظام السوري.
وقال السنوار، في آب 2017، “نأمل أن تتفكك الأزمة الداخلية في سوريا، وأن يفتح ذلك الأفق في ترميم علاقاتنا مع الأخذ بعين الاعتبار التوقيتات المناسبة حتى لا نقع في أزمة المحاور”.
وبحسب المسؤول الإيراني فإنه من السابق لأوانه عقد اجتماع بين الجانبين (النظام وحماس)، وتوقع أن يساعد قرار الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، بخصوص الجولان، واستمرار الضربات الجوية الإسرائيلية على الأراضي السورية وقيادة “حماس” الجديدة على استعادة علاقاتهما.
وقال علي بركة، عضو مكتب العلاقات السياسية والعربية لـ”حماس” إن إدانة “حماس” لقرار الجولان الأمريكي هي مسألة مبدأ تنطبق على أي أرض عربية تتعرض للعدوان.
ورفض بركة الحديث عن “حزب الله” والجهود الإيرانية لإصلاح العلاقات بين “حماس” ودمشق، لكنه أكد وجود تنسيق رفيع المستوى بين الأطراف في “محور المقاومة” لمواجهة الأعمال الأمريكية ضد المنطقة العربية.
وكانت صحيفة “واشنطن بوست” تحدثت، في تموز 2017، عن أن إيران تحاول بهدوء التوسط في المصالحة بين حليفها رئيس النظام بشار الأسد وحليفها الفلسطيني “حماس”.
ونقلت الصحيفة عن سياسي لبناني، على صلة وثيقة بالنظام، قوله إن الوساطة مستمرة وما زالت في مراحلها المبكرة، في حين أكد مسؤول فلسطيني جهود الوساطة، بالقول إن هناك “مؤشرات إيجابية” من سوريا.
ونقل “المونيتور” عن عبد الستار قاسم، أستاذ العلوم السياسية في جامعة النجاح الوطنية في نابلس قوله إن “حزب الله” يواصل العمل لاستعادة العلاقات السورية مع “حماس”.
وأشار قاسم إلى أن المصالحة بين الجانبين “باتت وشيكة”، في ضوء حاجتهم لبعضهم، وفي ضوء التحركات الأمريكية ضد سوريا والفلسطينيين.
وأضاف قاسم، “عندما كانت علاقاتهم جيدة، جاء ضباط سوريون إلى قطاع غزة قبل إشعال النزاع السوري وقدموا لأعضاء حماس والجهاد الإسلامي (فلسطين) تدريبًا عسكريًا”، كما قدم النظام لـ”حماس” صواريخ موجهة مضادة للدبابات.
بينما توقع شرحبيل الغريب، المحلل السياسي المقرب من “حماس”، أن يساعد موقف “حماس” فيما يتعلق بمرتفعات الجولان على تقارب وجهات النظر مع دمشق.
وأشار إلى أن الأمر يعتمد على ما إذا كان الأخير (النظام السوري) سيستجيب للعلامات التي تريدها “حماس” لاستئناف العلاقات.
–