مقاتلو “لواء فاطميون” ملاحقون في أفغانستان
يواجه المقاتلون الأفغان، العائدون من الحرب السورية، الاعتقال والملاحقة الأمنية في بلادهم، مع اعتبارهم “إرهابيين” وعملاء إيرانيين من قبل القوات الأمنية الأفغانية، حسبما ذكرت وكالة “أسوشيتيد برس“، في تقرير لها أمس 1 من نيسان.
وكانت إيران أرسلت عشرات الآلاف من المقاتلين من أفغانستان وباكستان والعراق ولبنان لدعم النظام السوري في قمعه للثورة الشعبية التي بدأت عام 2011.
وفي حين كانت جماعة “حزب الله” اللبنانية هي الحليف الأشد قوة لإيران، إلا أن القوات الأفغانية التي جمعت في “لواء فاطميون” كانت الأكثر عددًا، إذ قدرت بحوالي 15 ألفًا.
وكانت صحيفة “واشنطن بوست” ذكرت الدوافع الإيرانية لاستخدام المقاتلين، حسبما نقلت عن محللين، بتقليل الاستياء الشعبي وعدم المخاطرة بأرواح مواطنيها.
وتعلل المقاتلون الأفغان بالفقر المدقع والحاجة للعمل كسبب للهجرة إلى إيران، والدفاع عن المقدسات الدينية والمغريات المالية كسبب للقتال في سوريا.
لكن وبعد أن تراجعت الأعمال العسكرية في أماكن واسعة من الأراضي السورية عاد عدد كبير منهم إلى بلادهم، حيث تشك السلطات الأمنية بكونهم جيشًا سريًا يعمل على نشر النفوذ الإيراني في الساحة الأفغانية المضطربة، خاصة مع سعي الولايات المتحدة لإنهاء وجودها العسكري الذي استمر نحو 18 عامًا في البلاد.
أغلب المقاتلين الأفغان كانوا من أقلية “هزارا” شديدة الفقر، وحسبما ذكر التقرير الذي ترجمته عنب بلدي، فإن نحو 10 آلاف منهم قد عادوا.
ونقلت الوكالة عن مسؤول رفيع المستوى في وزارة الداخلية الأفغانية، رفض الإفصاح عن اسمه، قوله إن الحكومة حددت هوية مسؤولين إيرانيين “يديرون أنشطة” في أفغانستان لدعم مقاتليهم عبر توفير الأسلحة والمال وبناء بنية تحتية تمكنهم من حشدهم بشكل سريع في حال اضطر الأمر.
وقال مقاتلون إن الرواتب التي قدمتها إيران بلغت حوالي 900 دولار شهريًا، وأخذت منهم جميع معلوماتهم التفصيلية قبل أن ترسلهم للتدريب مدة 27 يومًا على يد قوات الحرس الثوري الإيراني، ومن ثم يرسلون إلى سوريا وإلى الجبهات الأمامية بعد التبارك بمقام السيدة زينب.
قتلت منهم أعداد كبيرة، وقال أحدهم للوكالة إنهم كانوا يرسلون وقودًا للحرب، “رأيت مقاتلين أفغان يدهسون بالدبابات بالطريقة التي تدهس بها النملة، الجثث كانت مبعثرة في كل مكان”.
ولا يدفن المقاتلون في أفغانستان بل في إيران.
والآن بعد أن عادوا إلى بلادهم لم تتغير حياتهم نحو الأفضل، إذ ما زالوا فقراء وبلا وظائف، وبحسب التقرير فقد تخلف منهم الكثير في سوريا لإيجاد عمل، غالبًا في البناء.
وكانت منظمة “هيومن رايتس ووتش” ذكرت أن إيران استغلت الوضع القانوني الهش للاجئين الأفغان لديها، والذين تقدر أعدادهم بحوالي 2.5 مليون، وجندت أطفالًا بعمر 14 سنة للقتال في سوريا، وقدمت حوافز عن طريق عرضها تقديم الجنسية الإيرانية لعائلاتهم في حال توفوا أو جرحوا أو أسروا خلال مهماتهم العسكرية.
إلا أن بعض المقاتلين قالوا إن الوثائق التي تقدمها إيران تتطلب تجديدًا سنويًا، ما يضطرهم للالتحاق بالقتال مجددًا لمدة ثلاثة أشهر كل مرة، حسبما نقلت “نيويورك تايمز“.
وأضاف أحدهم، “يقولون لك إنك تدافع عن مزار زينب، وهذا حقيقي: إننا نؤمن أننا ندافع عن ديننا وإيماننا، ولكن حينما تصل إلى هناك، تدرك أنه قد تم جلبك إلى مسلخ حرب لقوىً عظمى”.
–
اذا كنت تعتقد/تعتقدين أن المقال يحوي معلومات خاطئة أو لديك تفاصيل إضافية أرسل/أرسلي تصحيحًا
إذا كنت تعتقد/تعتقدين أن المقال ينتهك أيًا من المبادئ الأخلاقية أو المعايير المهنية قدم/قدمي شكوى
-
تابعنا على :