يحتفل الآشوريون والسريان في سوريا في الأول من نيسان من كل عام بعيد رأس السنة السورية، وهو أقدم تقويم بشري معتمد حتى اللحظة، ويوافق هذا العام السنة 6769.
يسبق التقويم السوري كلًا من التقويم العبري بألف عام، والتقويم الفرعوني بـ 500 عام كاملة، وهو عيد الاحتفال بالخصب والربيع واستمرت البشرية باتباعه لفترة طويلة قبل أن يتغير إلى التقويم الحالي، وبدأت الاحتفالات الخاصة به في الألف الخامس قبل الميلاد.
العيد يرتبط بـ “البداية الحقيقية للحياة”، بحسب الرواية التاريخية، ونهاية موسم المطر والبرد وبداية الربيع والخصب والزراعة.
https://www.youtube.com/watch?v=jleM2W3H32c
أصل العيد.. أم الزلف التي يغني لها السوريون
كثيرًا ما نسمع مواويل وأغاني شعبية في القرى والبلدات السورية تغني “لأم الزلف”، و”أم الزلف” هي “الآلهة عشتار”، والتي يحتفل بها الآشوريون القدماء والسريان والكلدان بعيد “آكيتو”، عيد الخصب، آملين بأن تكون السنة وفيرة الإنتاج، ويرتبط هذا العيد بالآلهة عشتار كونها “الأم منجبة الحياة”.
ويتم تداول كلمتي “آكيتو بريخو” للتهنئة، وتوجد عدة تفسيرات لمعناها منها الفرح والسعادة.
وكان السوريون القدماء يحتفلون مرتين سنويًا، الأولى في بداية شهر نيسان، والثانية في تشرين الأول.
تشرين الأول يمثل الاعتدال الخريفي وبداية زرع البذور، ونيسان هو عودة الربيع، واستمر الاحتفالان على هذا الحال لفترة من الزمن قبل أن تتحول إلى احتفال واحد.
تستمر الاحتفالات بهذا العيد لمدة 12 يومًا متواصلة، وتم تقسيم هذه الأيام إلى طقوس مختلفة، فيبدأ في أيامه الثلاثة الأولى بطقوس الحزن، ويتبعها يومان للطهارة، وطلب الغفران، ويتبعهما يوما الأمل والرجاء وهما السادس والسابع.
لتنتقل الاحتفالات بعدها إلى يوم القيامة، وهو بحسب ممثلة سوريا بالمنظمة الاستشارية للتراث والفلكلور (CIOFF) والخبيرة في التاريخ السوري، منال ظفور، أهم أيام الاحتفالات، وتم فيه إعلان الزواج المقدس، بينما يتم في اليوم التاسع والعاشر الترحيب بشهر نيسان.
ولا تزال أسماء الأشهر القديمة تستخدم حتى اليوم في سوريا، مع بعض التغييرات، فشهر نيسان هو “نيسانو” وشهر تشرين هو “تشرينو”.
اعتمدت الحضارات المتعاقبة في سوريا هذا التقويم، فاستمر مع حضارات ماري وأوغاريت وتدمر وغيرها.
ويحتفل بهذا العيد حتى اليوم السوريون من الآشوريين والسريان وغيرهم، رغم هجرة بعضهم إلى خارج سوريا.
وتقدر مصادر غير رسمية عدد الآشوريين في سوريا بنحو 30 ألفًا قبل الثورة السورية من ضمن نحو مليون ونصف المليون مسيحي، ومن المرجح أن يكون هذا العدد قد تناقص إلى حد ما عقب الحرب، بفعل الهجرات، ونتيجة تعرضهم لهجمات عدة من تنظيم “الدولة الإسلامية”.
ويعيش بعضهم في العراق وآخرون في تركيا، بينما هاجر كثيرون إلى أستراليا وأووبا.
كما أن هناك قرى كاملة في سوريا لا تزال تتحدث اللغة السريانية، إضافةً للغة الآرامية لغة السيد المسيح رغم وجود تهديدات باندثار هذه اللغات القديمة.
–