انسحبت جبهة النصرة اليوم الخميس من بلدة بيت سحم جنوب دمشق بعد أسبوعٍ شهد مطالب للأهالي بخروجها، تبعها اشتباكات بينها وبين مقاتلي الجيش الحر سقط خلالها قتلى من الطرفين.
ويأتي خروج النصرة بوساطة من مجموعات جيش الإسلام وحركة أحرار الشام، التي أفرغت مقرات النصرة من الأسلحة والذخائر بشكل كامل، وفق ما نقله الناشط الإعلامي محمد النصر المتواجد في بيت سحم، وأضاف “انسحبت على الأغلب إلى مقراتها في مخيم اليرموك المحاذي”.
وقبيل الانسحاب، تجددت المظاهرات ضد تواجد النصرة في البلدة، وخرج نحو 350 مدنيًا أمس الأربعاء يطالبونها بالرحيل، وقال محمد النصر “شهد أمس انشقاق 8 عناصر عن جبهة النصرة بعد إلحاح أهلهم، وهم من سكان البلدة، بينما صعد الجيش الحر في ببيلا ويلدا التضييق على عناصر النصرة بقطع طريق الإمداد بين بيت سحم ومقراتهم الرئيسية في مخيم اليرموك”.
وتعتبر النصرة من الفصائل الصغيرة نسبيًا من حيث العدد في جنوب دمشق، وتضمّ بيت سحم قرابة 90 مقاتلًا فقط من الجبهة بينما يتركز تواجدهم داخل مخيم اليرموك.
ونوّه النصر إلى أن “هناك ارتياح كبير في البلدات الثلاث (يلدا وببيلا وبيت سحم) من خروج جبهة النصرة بشكل كلي منها، لأن ذلك يعزز فرص فتح الطريق إليها من قبل قوات الأسد، على اعتبار أن اتفاق هدنة يجمع الطرفين” على حدّ تعبيره.
وكانت اشتباكات اندلعت يوم السبت الماضي بين النصرة ولواء شام الرسول قتل على إثرها عناصر من الطرفين، سبقها بيوم احتجاجات واسعة في المدينة طالبت بخروج النصرة، ما دعا الأخيرة إلى إطلاق رصاص عشوائي جرح خلاله 10 مدنيين.
يذكر أن بلدات ببيلا وبيت سحم ويلدا دخلت قبل أشهر في هدنة مع نظام الأسد، بوساطة من لجنة ضمت علماء دين أبرزهم صالح الخطيب اليلداني وأنس الطويل؛ الأمر الذي قوبل برفض جبهة النصرة، وتطورت الأحداث بعدها لتتحول لصدام مسلح مع فصائل الجيش الحر.
–