تنتظر مدينة اسطنبول التركية حسم مصيرها في الانتخابات المحلية بين مرشح “حزب العدالة والتنمية”، بن علي يلدريم، و”الحزب الجمهوري” المعارض، أكرم إمام الله أوغلو.
وكانت النتائج الأولية لعملية فرز الأصوات، أمس الأحد 31 من آذار، أشارت إلى تقدم بن علي يلدريم على منافسه أكرم إمام أوغلو، لكن النسب شهدت تغيرًا كبيرًا في أثناء الانتقال لفرز أصوات منطقة “بشكتاش”، التي تعتبر أبرز معاقل “الحزب الجمهوري”.
واستنادًا إلى النتائج الأولية أعلن يلدريم أمام حشد من أنصاره أمام مقر “حزب العدالة”، فوزه باسطنبول، وقال إنه ظفر بالولاية حسب النتائج غير الرسمية، وتعهد في كلمته بتحقيق كل الوعود التي قطعها خلال حملته الانتخابية.
لكن منافسه أكرم إمام الله أوغلو استنكر إعلان الفوز قبل انتهاء فرز الأصوات، وقال مخاطبًا يلدريم، “إعلانك للنصر أمر معيب (…) كيف تعلن فوزك قبل انتهاء الفرز، نحن نعيش انتخابات محلية ليس انتصارًا لطرف على حساب طرف آخر”.
وذكرت وكالة “الأناضول” الرسمية اليوم، الاثنين 1 من نيسان، نقلًا عن رئيس اللجنة العليا للانتخابات في تركيا قوله إن “النتائح التي وصلتني حتى الآن تشير إلى حصول أكرم إمام أوغلو على 4 ملايين و159 ألفًا و650 صوتًا، وبن علي يلدريم على 4 ملايين و131 ألفًا و761 صوتًا، ومرحلة الاعتراض متواصلة”.
وأضاف رئيس اللجنة، “تم حتى الآن فرز أصوات 31 ألفًا و102 صندوق انتخابي في اسطنبول، و84 صندوقًا لم تفرز بسبب الاعتراض”.
وتأتي هذه الانتخابات بعد التحول من النظام البرلماني إلى النظام الرئاسي، وإثر أزمة اقتصادية هوت بالليرة التركية، وتؤثر عليها حتى اليوم.
ومن شأن الانتخابات الحالية أن تغير سياسية الرئيس التركي، رجب طيب أردوغان، داخليًا بشكل أساسي، وعلى المستوى الخارجي في علاقته مع الدول الغربية والولايات المتحدة الأمريكية.
ويرتبط تغيير السياسة بخسارته لبلدية أنقرة الكبرى، والتي تعتبر خسارتها ضربة موجعة للحزب الحاكم، وفي حال خسارته اسطنبول استنادًا إلى تقرير اللجنة العليا للانتخابات ستكون ضربة أخرى يتلقاها الحزب في انتخابات البلاد.
وكان أردوغان أعلن، أمس، أن حزبه “العدالة والتنمية” فاز بـ 56% في نتائج الانتخابات البلدية.
جاء ذلك في “خطاب الشرفة” الذي ألقاه أمام حشد من أنصاره في المقر الرئيس لحزب العدالة والتنمية بالعاصمة التركية أنقرة، للتعليق على نتائج الانتخابات المحلية.
وأضاف أردوغان، “اعتبارًا من صباح الاثنين سنقوم بتحديد أوجه القصور لدينا، والعمل على تلافيها (…) إذا كانت لدينا نواقص (في أداء حزب العدالة والتنمية) فإن إصلاحها دين على عاتقنا”.
وبلغت نسبة المشاركة في الانتخابات التي جرت، أمس، 83.99%، بينما بلغ عدد الأصوات “الباطلة” مليونًا و395 ألفًا و233 صوتًا، ما يقدر بنسبة 3.2%.
وبحسب وكالة الأناضول بناء على الطعون التي ستقدمها الأحزاب، فإنه من المنتظر أن يتم إعادة تقييم تلك الأصوات “الباطلة” المرتفعة نسبيًا في المناطق الانتخابية التي يظهر فيها الفارق ضئيلًا بين المرشحين.
–