“أنا لا أعرف شكسبير ولا غيره، ولم أتلقَّ العلم الكافي، درست في الحارة، وجسدت ما تعلمته منها على المسرح”، هذه كلمات عمر حجو، الفنان الذي تخلى عن قيادة مسرح “الشوك” وهو من أسسه، عندما قبل أن يبقى في ظل دريد لحام.
قدم حجو أولى مسرحياته مع فرقة أسسها للهواة، تحت اسم “الفنون الشعبية” مع الفنان عبد المنعم إسبر، في عام 1956، بالتزامن مع العدوان الثلاثي على مصر.
وجاءت المسرحية تحت عنوان “مبدأ آيزنهاور”، وهي ما أثارت ردود فعل حادة من السفارة الأمريكية في دمشق وقدمت احتجاجًا دفع الرقابة للتضييق على عمر حجو، فاتجه إلى مسرح البانتومايم (المسرح الإيمائي) وقدمه للمرة الأولى في العالم العربي، عام 1959، على مدرج جامعة القاهرة في مصر.
وقدم عروضًا حملت اسم “فواصل موسيقية صامتة”، ومسرحية “النصر للشعوب”.
قام بعدها بتأسيس “مسرح الشوك”، قبل أن ينضم إليه كل من نهاد قلعي ودريد لحام ويقدم مسرحيتين من إخراج الأخير، وكانت منها مسرحية “جيرك” وناقش فيها أسباب نكسة 1967، ومسرحية “براويظ” من إخراج أسعد فضة، كما أسس مع الكاتب المسرحي السوري، سعدالله ونوس، المسرح الجوال.
قال حجو، في لقاء مع صحيفة الحياة في 2004، إن “مسرح الشوك” كان تجربة متقدمة في المسرح السوري، وللأسف هي المدرسة التي أغلقها خريجوها.
وأسس لاحقًا “فرقة تشرين”، مع الكاتب الراحل محمد الماغوط ودريد لحام، وقدموا عدة مسرحيات حققت نجاحًا كبيرًا في سوريا والعالم العربي، “كاسك ياوطن”، “ضيعة تشرين”.
وكان حجو من أبرز مؤسسي نقابة الفنانين السوريين في عام 1967.
عمل الفنان الراحل في السينما وشارك في 11 فيلمًا سينمائيًا، أبرزها فيلم “الحدود”، الذي يناقش الحدود بين الدول العربية، وأول أدواره في التلفزيون مشاركته تمثيلًا وإنتاجًا في مسلسل “ساعي البريد” في عام 1963.
بقي حب المسرح في عقل عمر حجو، فعاد إليه عبر مسرحية “السقوط”، والتي كانت آخر أعماله المسرحية، وشارك في كتابتها ومثل فيها بالشراكة أيضًا مع دريد لحام وقدماها على مسرح قطر الوطني في عام 2010، قبل أن يطلق مشروع “مسرح الهواة الدائم” في حلب عام 2011 مع مجموعة من الفنانين المسرحيين.
كان حجو أحد أبطال مسرحية “صانع المطر” في عام 1992، إلا أن خلافًا ماليًا وقع بينه وبين دريد لحام، ما استدعى الأخير لاستبعاده، وتم تصوير المسرحية بالاستعانة بالفنان الراحل حسن دكاك بديلًا لحجو، قبل أن يتم الصلح بين الثنائي بعد سنوات من القطيعة.
ولد عمر حجو في مدينة حلب في 31 من آذار 1931، والده كان أميًا رغم أنه يتقن الفرنسية بسبب عمله سابقًا مع الجيش الفرنسي، أصر على تعليم ولد عمر فأدخله مدرسة “الملك فيصل”، قبل أن يتوقف عن الدراسة ويهرب مع والديه إلى منطقة “دركوش” بسبب قيام الحرب العالمية الثانية، وعاد إلى حلب عام 1941، وأكمل تعليمه وحصل على الشهادة الابتدائية، وتوقف بعدها عن التعليم بسبب تجاوزه السن المحدد للدراسة الإعدادية، واتجه بعدها إلى المسرح.
توفي عمر حجو في الرابع من آذار عام 2015، إثر أزمة قلبية، ودفن في دمشق في مقبرة “باب صغير” بعد تشييعه من مشفى الرازي، أما آخر أعماله السينمائية فكانت مسلسل “سنعود بعد قليل” من إخراج ابنه الليث حجو.
–