آن فرانك: الروح الإنسانية غير القابلة للتدمير
منصور العمري
أقامت السفارة الهولندية في الولايات المتحدة حفل تقديم جائزة “آن فرانك” إلى بين فيرينس، آخر مدعٍ عام حي في محاكمات نورنبرغ لمجرمي النازية، وجائزة التقدير الخاص إلى محمد العبدالله، مدير مركز العدالة والمساءلة، في 28 مارس/آذار.
نال فيرينس الجائزة لعمله السابق ودعمه المتواصل للقانون الدولي، والعبدالله لتوثيق الأدلة وتخزينها لاستخدامها في العدالة الانتقالية وبناء السلام في سوريا.
لكن من هي آن فرانك التي خلدت الجائزة اسمها؟
آن فرانك، هي طفلة أزهق النازيون روحها فقط لأنها يهودية.
ولدت آنليس ماري فرانك في 12 من حزيران 1929 في فرانكفورت بألمانيا لأوتو وإديث فرانك، وماتت قبل أن تتم ربيعها السادس عشر.
عاشت أول خمس سنوات من حياتها مع عائلتها في شقة بمدينة فرانكفورت. بعد استيلاء النازيين على السلطة عام 1933 فرّ الأب ورجل الأعمال أوتو فرانك إلى أمستردام في هولندا. تبعته بقية الأسرة وكانت آن آخر من وصل في شباط 1934، بعد أن أقامت مع جديها في آخن بألمانيا. لكن النازيين احتلوا أمستردام في أيار 1940، وبدأوا مع متعاونين هولنديين بتجميع اليهود من جميع أنحاء هولندا في معسكر ويستيربورك للاعتقال قرب مدينة أسن الهولندية، ثم ترحيلهم إلى معسكرات الموت في أوشفيتز وسوبيبور في بولندا المحتلة من قبل ألمانيا. اختبأت آن وعائلتها في ملحق سري بإحدى الشقق لمدة عامين، وفي 4 من آب 1944 اكتشف الغستابو (جهاز الشرطة السرية الألمانية) مخبأهم عن طريق مكالمة من قبل مجهول هولندي، ثم رحلوهم إلى أوشفيتز- بيركيناو.
ماتت آن وأختها مارغوت بالتيفوئيد في آذار 1945، قبل أسابيع من تحرير القوات البريطانية لبيرغن بيلسن في 15 من نيسان 1945. كما ماتت أم آن في أوشفيتز أوائل كانون الثاني 1945. أوتو والد آن، كان الناجي الوحيد من العائلة، حيث حررته القوات السوفييتية من أوشفيتز في 27 من كانون الثاني 1945.
مذكرات آن
بعد اعتقال عائلة آن في أمستردام، وجد ميب جيس مذكرات كتبتها آن في الشقة السرية التي كانت تختبئ فيها. احتفظ بالمذكرات، وهو أحد الذين أسهموا في إخفاء أسرة فرانك.
عندما عاد أوتو فرانك إلى أمستردام بعد إطلاق سراحه من أوشفيتز، أعطاه ميب جيس دفاتر وأوراقًا تحتوي كتابات آن. عرف أوتو فرانك أن آن أرادت أن تصبح كاتبة أو صحفية، وكانت تأمل في أن يتم نشر كتاباتها عن الحرب يومًا ما.
ثم أسهم والد آن بتخليد اسم ابنته ونشر مذكراتها بعد الحرب، والتي تُرجمت إلى نحو 70 لغة، كما استُخدمت في مناهج آلاف المدارس في أوروبا وأمريكا.
بعد إعادة كتابات ابنته إليه، ساعد أوتو في تجميعها ونشرها في هولندا عام 1947 تحت عنوان “الملحق السري”. توصف مذكرات آن بأنها شهادة على الطبيعة غير القابلة للتدمير للروح البشرية. كتبت آن عن الأحداث التي عايشتها، وعن مشاعرها وأفكارها. بالإضافة إلى ذلك، كتبت قصصًا قصيرة، وبدأت في كتابة رواية. ساعدتها الكتابة في تمضية الوقت في ذلك الملحق السري.
اقتباسات من مذكرات آن
– يجب أن تُحترم النساء أيضًا! بشكل عام، يحظى الرجال باحترام كبير في جميع أنحاء العالم، فلماذا لا ينبغي أن يكون للمرأة نصيبها؟ يُكرّم الجنود وأبطال الحرب ويُحتفل بهم، ويُمنح المستكشفون شهرة خالدة، ويُحترم الشهداء، ولكن كم من الناس ينظرون إلى النساء كجنود؟
– لا أفكر بكل البؤس، ولكن بالجمال الذي لا يزال موجودًا.
– لا يُسمح لنا بإبداء أي رأي. يمكن أن يقول لك الناس أن تبقي فمك مغلقًا، لكن هذا لا يمنعك من تكوين رأي. حتى لو كان الناس صغارًا جدًا، لا ينبغي منعهم من قول ما يفكرون فيه.
– رغم أنني في الرابعة عشرة فقط، إلا أنني أعرف جيدًا ما أريد. أعرف من هو على حق ومن على خطأ. لديّ آرائي وأفكاري ومبادئي، ورغم أنها قد تبدو مجنونة جدًا من مراهقة، إلا أنني أشعر أني شخص أكثر من كوني طفلة، أشعر أنني مستقلة تمامًا عن أي أحد.
– أفضل علاج للخائفين أو الوحيدين أو الحزينين، هو أن يخرجوا إلى مكان هادئ، وحدهم مع السماء والطبيعة والله. عندها فقط يشعر المرء أن كل شيء كما يجب أن يكون…
مصادر
صحيفة الغارديان: آن فرانك: 10 اقتباسات من مذكرات فتاة صغيرة
اذا كنت تعتقد/تعتقدين أن المقال يحوي معلومات خاطئة أو لديك تفاصيل إضافية أرسل/أرسلي تصحيحًا
إذا كنت تعتقد/تعتقدين أن المقال ينتهك أيًا من المبادئ الأخلاقية أو المعايير المهنية قدم/قدمي شكوى
-
تابعنا على :