دمشق – ماري العمر
يضطر العاملون في خط النقل من العاصمة السورية دمشق إلى غوطتها الشرقية للاستعانة بالمازوت الذي يباع حرًا في الأسوق، بسبب عدم توفر نظام البطاقة الذكية في جميع المحطات العامة في المنطقة وتقنين الكمية المخصصة للباصات.
ارتفاع تعرفة الركوب بسبب المحروقات
يتحدث سائقون قابلتهم عنب بلدي عن أزمة سببها المحروقات من ارتفاع السعر أو تحديد الكمية، وطول الطريق الواصل من الغوطة إلى دمشق، إذ إن المحروقات تباع في “السوق السوداء”، بسعر أكبر مما هو عليه في المحطات التابعة للحكومة، بعد أن حددت الأخيرة الكمية المخصصة للباصات بـ 20 ليترًا.
أحمد (35 عامًا)، أحد العاملين على خطوط الباصات من دمشق إلى الغوطة، قال لعنب بلدي إن “البطاقة الذكية لا تتيح لسائق الباص سوى 20 ليترًا من المازوت في اليوم، ما سبب أزمة كبيرة في المواصلات سواء في الغوطة أو في دمشق”.
وعلى الرغم من تحديد حكومة النظام لسعر النقل من دمشق إلى ريفها الشرقي وبالعكس بـ 100 ليرة سورية، إلا أن السائقين رفعوا من تلقاء أنفسهم سعر تعرفة الركوب إلى 150 ليرة سورية.
ووفق ما رصدت عنب بلدي فإن تكلفة النقل من بلدة حمورية إلى باب شرقي، الموقف الأخير للباص، هي 150 ليرة سورية وهي مقبولة إلى حد ما، ولكن في حال كانت محطات النقل في عمق الغوطة الشرقية فهنا يكون السعر مرتفعًا عن هذه القيمة، وهو ما يسبب مشاكل بين السائق والركاب.
وتبلغ تكلفة النقل الخاص من وإلى دمشق ما بين 1200 و2000 ليرة سورية، بسبب طول الطريق الذي يبدأ من باب شرقي مرورًا بالكباس والمليحة ثم إلى الغوطة الشرقية على اعتبار طريق الغوطة الرئيسي الذي يمر بعين ترما غير مفعل.
ويتراوح سعر صرف الدولار حاليًا بين 530 و550 ليرة سورية للدولار الواحد.
باصات قليلة وطرق طويلة.. أزمة أخرى
يسبب طول الطريق مشكلة إضافية إلى جانب قلة عدد الباصات التي تعمل على الخط بين مدن وبلدات القطاع الأوسط من الغوطة الشرقية.
ووعدت الحكومة في أكثر من مناسبة بفتح الطريق الرئيسي الواصل بين دمشق والغوطة شرق العاصمة، والذي يصل وسط الغوطة الشرقية من بلدة حمورية وصولًا إلى مدن سقبا وكفربطنا وعين ترما وأسواق الخير بعد قطع المتحلق الجنوبي من جهة الدباغات عبر مدخل برج الثامن من آذار في منطقة الزبلطاني.
لكن الطريق لا يزال مغلقًا إلى اليوم.
كما أن عدد الباصات العاملة على خط النقل غير كافٍ، ما يسبب حالة من الازدحام على المواقف العامة، وفق ما ذكرت ريم، وهي طالبة جامعية في العاصمة دمشق تسكن في الغوطة الشرقية.
وأضافت أنها تحاول الخروج من منزلها قبل الدوام بساعتين لتستطيع الوصول في الوقت المحدد، مشيرةً إلى أنها تحتاج في اليوم الواحد 300 ليرة سورية فقط للمواصلات.
وذكرت هويدا، وهي مدرّسة تقطن في مدينة كفربطنا، أنها تستخدم في كثير من الأحيان سيارات الأجرة للتوجه إلى دوامها بسبب ندرة الباصات على الخطوط، وازدحام العاصمة أساسًا، لتوفر الوقت على نفسها.
وتعتبر معضلة النقل واحدة من الصعوبات اليومية التي يعيشها القاطنون في الغوطة الشرقية منذ سيطرة قوات الأسد عليها، قبل عام من اليوم، رغم الوعود بإعادة تأهيل البنية التحتية التي خسرت المنطقة معظمها خلال معارك دارت فيها على مدار ست سنوات.