“الفرقة السابعة” تستولي على منازل المدنيين في حوض اليرموك
عنب بلدي – درعا
مرت سبعة أشهر من سيطرة قوات الأسد بشكل كامل على منطقة حوض اليرموك في ريف درعا الغربي، عادت فيها عدة عائلات إلى منازلها، بعد أن تهجرت بفعل العمليات العسكرية ضد تنظيم “الدولة الإسلامية”، البعض منها تفاجأ باستيلاء تشكيلات تتبع للنظام على عدد من البيوت، وخاصةً في بلدة كويا، التي شهدت معارك “عنيفة”، في آب من العام الماضي.
ومن بين التشكيلات “الفرقة السابعة”، التي استولت على 20 منزلًا في البلدة، ورفض الضباط فيها إعادتها إلى الأهالي بعد قدومهم من مناطق النزوح.
“الفرقة الرابعة” تريد المنازل
بعد انتهاء نفوذ تنظيم “الدولة” من حوض اليرموك، شهدت المنطقة عودة الأهالي إلى قراهم ومنازلهم، والتي دُمر القسم الأكبر منها جراء القصف الصاروخي والجوي.
بلدة كويا الواقعة على ضفاف وادي اليرموك (40 كيلومترًا غربي درعا) كانت ضمن المناطق التي شهدت عودة المدنيين، لكنها اختلفت عن باقي قرى وبلدات الحوض بالإجراءات التي اتخذها ضباط في قوات الأسد فيها، من استيلاء على المنازل والتشديد الأمني عليها.
وبحسب ما قال أحد الشبان العائدين إلى البلدة (طلب عدم ذكر اسمه لأسباب أمنية) فإن “الفرقة السابعة” استولت على عدد من المنازل بشكل مفاجئ، وجعلت منها مقرات عسكرية، رغم معارضة الأهالي لهذا الأمر.
وأضاف الشاب، “في بادئ الأمر (في الأيام الأولى لعودتنا إلى المنطقة) أمهلنا عناصر الفرقة السابعة فترة من الزمن ريثما يتم تأمين المنطقة من الخلايا النائمة لتنظيم داعش وتفكيك الألغام، لكن مضت الشهور على التحرير ولم يخلِ الجنود المنازل”.
وعلى إثر ذلك توجه أصحاب البيوت المستولى عليها، بحسب الشاب، إلى قائد حاجز “الفرقة السابعة” وهو برتبة عقيد، وطلبوا منه إخلاء منازلهم، إلا أن الرد كان بالرفض، متذرعًا أنه بحاجة إلى المنازل لتأمين سكن لعساكره الذين طردوا الأهالي وطلبوا منهم عدم الاقتراب من المنازل.
خدمات سيئة
ويروي أبو جهاد (40 عامًا)، وهو أحد أقارب المستولى على منازلهم، معاناة سكان الحوض خلال سنوات التهجير من العيش في المخيمات العشوائية غير المخدّمة.
ويقول لعنب بلدي، “بعد عودتنا إلى قرانا في الحوض مع صعوبة الواقع وانعدام الخدمات من ماء وكهرباء ودمار، لم تكتمل فرحتنا جراء عمليات الاستيلاء من قبل قوات الأسد على منازل الأهالي دون أي سبب مقنع”.
ويشير “أبو جهاد” إلى أن قسمًا من أهالي بلدة كويا المهجرين يسكنون عند أقاربهم وفي القرى المجاورة على أمل السماح لهم بالعودة لمنازلهم، إذ لا يزال عناصر “الفرقة السابعة” يرفضون إخلاء المنازل.
وتعاني قرى وبلدات حوض اليرموك في الريف الغربي لدرعا من ضعف تأمين الخدمات العامة وخاصة الكهرباء، إذ لم تصل حتى اليوم للقسم الغربي من الحوض، ممثلًا ببلدات الشجرة ونافعة وجملة وعين ذكر وكويا وبيت أرا ومعرية وعابدين.
“أبو عمر” من بلدة الشجرة (45 عامًا) يقول لعنب بلدي إن مديرية الكهرباء في حكومة النظام السوري لم تعمل على إيصال الكهرباء رغم وصول التغذية للقرى الشرقية من حوض اليرموك.
ويعتمد الناس في القسم الغربي من الحوض على ألواح الطاقة الشمسية التي تؤمّن الإنارة المنزلية، ويتساءل “أبو عمر”: هل التقصير بإيصال الكهرباء ضعف في ميزانية الدولة؟ أم هي عقوبة لأهالي المنطقة الذين عانوا من الحرب ومن سطوة تنظيم “الدولة”؟
الروس.. وعود بلا تنفيذ
توجه الأهالي المستولى على بيوتهم للروس لإجبار “الجيش السوري” على إخلاء البيوت، لكنهم أعطوا وعودًا بالتدخل وحل الموضوع، دون نتيجة، ولم يقم عناصر “الفرقة السابعة” بإخلاء المنازل.
ويقول قيادي سابق في “جيش الثورة” لعنب بلدي (طلب عدم ذكر اسمه)، إن “الروس ضامنون، لم يقدموا شيئًا (…) يجعلنا نثق به، فهم عبارة عن صمام تهدئة يحاولون منع انزلاق الجنوب للصراع مجددًا”.
ويضيف القيادي أن “الضامن الروسي لم يخرج أي معتقل، بل بالعكس فبوجوده تم اعتقال 500 شخص من بينهم نساء”، مشيرًا إلى أن “الغريق يتعلق بقشة، فالأهالي المستولى على بيوتهم ناشدوا الروس للتدخل، لكن لا جدوى من ذلك، فالفرقة السابعة لم تستجب للضامن الذي يزور المناطق وخاصة المناطق المحاذية للجولان دون أي سلطة فعلية لهم”.
أجهزة النظام دون وحدة قرار
لم تقتصر شكوى الأهالي على الروس فقط، بل لجؤوا إلى قيادة فرع الأمن العسكري في درعا ممثلة بالعميد لؤي العلي لحل مشكلتهم بإقناع “الفرقة السابعة” إخلاء منازلهم، رغم الوعود بحل القضية، لكن لم تتم أي بوادر أو أي وعود بإخلاء البيوت.
ويرى القيادي في “جيش الثورة” (أحد التشكيلات البارزة في الجنوب سابقًا) أنه وبعد فشل مساعي الروس بحل القضية، لجأ الأهالي لمكتب رئيس فرع الأمن العسكري، العميد لؤي العلي، لكن دون أي جدوى، “فالعساكر لا يزالون يسيطرون على البيوت ولا نية لهم بالإخلاء”.
ويوضح القيادي أن الأهالي توجهوا أيضًا إلى قيادة “الفرقة الرابعة” للتدخل والتوسط لحل القضية دون الوصول لحل يعيد المهجرين الى منازلهم.
ويقول “أبو علاء”، من بلدة كويا، “فضلت البقاء مهجرًا بريف درعا الغربي (…) بلدتنا لا كهرباء ولا خدمات وحاجز الفرقة السابعة يستولي على بيوت أقربائي ومعاملته سيئة مع أهالي البلدة”.
ويضيف، “نعم تحررت بلادنا من الدواعش، لكن القبضة الأمنية تنظر إلينا كحاضنة شعبية لداعش مع العلم أننا عانينا منهم الويلات”.
اذا كنت تعتقد/تعتقدين أن المقال يحوي معلومات خاطئة أو لديك تفاصيل إضافية أرسل/أرسلي تصحيحًا
إذا كنت تعتقد/تعتقدين أن المقال ينتهك أيًا من المبادئ الأخلاقية أو المعايير المهنية قدم/قدمي شكوى
-
تابعنا على :