ما الذي تعرفه عن دواء وارفارين؟

  • 2019/03/31
  • 11:11 ص

أورفارين، كومادين، هيموفارين، ماريفان، ماريفانيل، وارفرين، وغيرها، كلها أسماء تجارية لدواء وارفارين Warfarin، وهو مضاد تخثر (تجلط الدم)، حيث يقلل من تكوين جلطات الدم عن طريق منع تكوين بعض عوامل التخثر التي تتنشط بوجود فيتامين K.

اكتشف الوارفارين عام 1940، ففي عام 1920 أصيبت الماشية في شمال أمريكا وكندا بمرض يتسم بنزيف مميت، واكتُشف أن السبب وراء ذلك المرض هو علف مخزون متعفن مصنوع من البرسيم الحلو فيه عامل نزفي، وظل هذا العامل النزفي لغزًا حتى عام 1940 حيث اكتشف أنه يخفض من نشاط البروثرومبين (وهو المادة الأساسية التي يتم منها إنتاج عوامل التخثر التي تساعد على تجلط الدم)، وهو 3.3′-methylenebis-(4-hydroxycoumarin)، واستُنبط اسم الوارفارين  Warfarin من الأحرف الأولى لخريجي مؤسسة بحوث ويسكونسن بالإنكليزية (Wisconsin Alumni Research Foundation – (WARF واللاحقة arin من كومارين (coumarin)، ثم ظهر الوارفرين تجاريًا لأول مرة عام 1948، حيث تم تسويقه كمبيد للقوارض، وما زال يُستخدم لهذا الغرض حتى الآن، وبعد بضع سنوات من تسويقه تبين أنه فعال في اتقاء الخثار الدموي في حالات مرضية عديدة، فتم إقرار استخدام الوارفارين كدواء في عام 1954، ولا يزال شائع الاستخدام حتى يومنا هذا.

استخداماته

يُستخدم الوارفارين لتخفيض ميل الدم إلى التخثر كوقاية أولية في بعض الحالات المرضية مثل الرجفان الأذيني أو وجود صمامات قلب اصطناعية أو متلازمة أضداد الفوسفولبيد أو بعد النوبات القلبية في بعض الأحيان، كما يُستخدم كوقاية ثانوية لمنع تشكل المزيد من الخثرات لدى المرضى الذين أصيبوا بأمراض نتيجة تشكل خثرات مثل الخثار الوريدي العميق، أو الانصمام الرئوي.

معلومات صيدلانية

يصنع وارفارين على شكل أقراص فموية بعيارات متعددة (1ملغ ،2 ملغ ، 2.5 ملغ ، 3 ملغ ، 4 ملغ ، 5 ملغ ، 6 ملغ ، 7.5 ملغ ، 10 ملغ)، ويعطى بجرعة وحيدة في اليوم بمقدار 2 – 15 ملغ حسب حالة المريض ومراقبة قابلية الدم للتخثر. يجب تناول هذا الدواء في الأوقات نفسها من اليوم بانتظام، ويمكن تناوله على معدة فارغة أو بعد تناول الطعام، ولكن يفضل تناوله بعد الطعام إذا كان يتسبب في تهيج أو اضطراب المعدة، تبدأ الفعالية خلال 24 – 48 ساعة، إلا أن التأثيرات الإيجابية الكاملة للوارفارين لا تظهر إلا بعد 2 – 3 أيام، وتستمر الفعالية مدة 3- 5 أيام، وتتم مراقبة فعالية الوارفارين عن طريق اختبار زمن البروترومبين PT، وعادة ما يتم إعطاء نتيجة اختبار زمن البروثرومبين عن طريق حساب هذا الزمن مقارنة مع المعايير الدولية (INR-International Normalized Ratio)، حيث تتراوح القيم الطبيعية لـ INR بين 0.8 – 1.2، وعادة ما يضبطها الأطباء بين 2 – 3 عند استخدام وارفارين، وإن ارتفاع السيولة INR لأكثر من 2.5 يعرض المريض لخطر النزيف، سواء أكان النزيف خارجيًا من الأنف مثلًا أو مهددًا للحياة مثل النزيف الداخلي في الدماغ أو القلب مثلًا، أما إذا انخفضت سيولة الدم INR تحت الحد المطلوب علاجيًا فهذا يعني أن جرعة الوارفارين الدوائية ليست كافية لحماية المريض من انصِمام خُثاري وتجب زيادتها.

ملاحظات

قد يؤدي استخدام وارفارين لبعض الآثار الجانبية غير الخطيرة مثل: اضطراب شهية، نزيف اللثة بعد تنظيف الأسنان بالفرشاة، النزيف بين الدورات الشهرية، إسهال أو قيء، الحُمى.

إلا أن هناك آثارًا جانبية أخرى تستوجب عناية طبية فورية مثل: النزف الشديد، بما في ذلك نزف الحيض الأكثر كثافة من المعتاد، بول أحمر أو بني اللون، براز أسود أو به دم، صداع شديد، أو آلام في المعدة، ألم بالمفاصل أو عدم راحة أو تورم، قيء دموي أو تقيؤ مادة تشبه طحل القهوة، سعال مدمى، ظهور كدمات دون إصابة يتذكرها المريض، دوخة أو ضعف، تغيرات بالرؤية.

ينصح بتناول الفيتامين K بالمقدار نفسه تقريبًا كل يوم، ومن الأطعمة الورقية الخضراء التي تحوي فيتامين K (البرسيم، والهليون، والقرنبيط، وبراعم بروكسل، الكرنب، والملفوف، اللفت، الخس، السبانخ، الجرجير)، والشاي الأخضر، والكبد، وبعض الزيوت والخضراوات.

يمكن أن يتداخل عمل بعض الأدوية مع الوارفارين، لذا قد تحتاج إلى تعديل الجرعة أو إجراء فحوصات معينة عند استخدام هذه الأدوية: المضادات الحيوية (أزيثروميسين، إريثروميسين، التتراسيكلين)، الأدوية المضادة للالتهاب غير الستيرويدية (حمض الأسيتيل ساليسيلك ، السيليكوكسيب)، باراسيتامول، مضادات الاكتئاب (فلوكستين، بارواكسيتين، سيرترالين)، أدوية قرحة المعدة (السيميتيدين، أوميبرازول، رانيتيدين)، أدوية خفض الدهون (الستاتين وسيمفاستاتين)، الأدوية المضادة للفطريات (الايتراكونازول، فلوكونازول).

ويمكن أن تتفاعل بعض الأطعمة والمتممات الغذائية مع الوارفارين، مثل: التوت البري، الثوم، الكحول، الجنسنغ، الجينكوبيلوبا، العرق سوس.

يمنع تناول الوارفارين في أثناء الحمل (فئة X)، إذ إن تناول الدواء في مرحلة مبكرة من الحمل يمكن أن يسبب تشوهات للجنين، وتناول الدواء مع اقتراب موعد الولادة يمكن أن يسبب نزيفًا حادًا لدى الأم.

يمكن تناوله في أثناء الإرضاع مع أنه ينتقل إلى حليب الام، إلا أنه عند تناول الجرعات العادية من غير المفروض أن تكون هناك تأثيرات سلبيه على الأطفال الرضع.

يمنع تناول وارفارين في الحالات التالية: قابلية النزيف (مثل قرحة المعدة النشطة، نزف جهاز هضمي)، الهموفيليا، فرفرية نقص الصفيحات،  ابْيضاضُ الدم (اللوكيميا)،  المرضى الذين أجروا عملية جراحية مؤخرًا، المرضى الذين يخططون لإجراء عملية جراحية قريبًا، نقص حمض الأسكوربيك، ارتفاع ضغط الدم الشديد وغير المسيطر عليه.

مقالات متعلقة

  1. ما الذي تعرفه عن دواء إنكسابارين؟
  2. ما الذي تعرفه عن دواء الأسبرين؟
  3. مرضى الناعور في إدلب مغيّبون بأوجاعهم.. الدواء خلف الحدود
  4. الناعور.. مرض وراثي مرتبط بالجنس

صحة وتغذية

المزيد من صحة وتغذية