القصف يحرم 15 ألف طالب من تلقي التعليم بريف إدلب

  • 2019/03/31
  • 12:00 ص

إغلاق المدارس في سهل الغاب بريف حماة بسبب القصف- 28 شباط 2019 (عنب بلدي

إدلب – شادية التعتاع

صور مجزرة مدرسة مدينة حاس، في تشرين الثاني 2016، التي راح ضحيتها أكثر من 20 طفلًا جراء قصفها بالصواريخ الفراغية، لا تزال حاضرة لدى أهالي ريفي إدلب وحماة، ما يدفعهم إلى العزوف عن إرسال أبنائهم لتلقي التعليم في المدارس، التي باتت على مدار الشهرين الماضيين هدفًا لقذائف وصواريخ راجمات قوات الأسد والميليشيات المساندة لها.

منذ مطلع شباط الماضي كثف النظام السوري من قصفه على قرى وبلدات ريفي إدلب وحماة المدرجة في المنطقة “منزوعة السلاح”، الأمر الذي تسبب بنزوح آلاف المدنيين من بيوتهم وإغلاق معظم المجمعات المدرسية خوفًا من تعرض الطلاب لأي أذى.
وفي ظروف العمليات العسكرية التي يشهدها الشمال السوري فُرضت على قطاع التعليم صعوبات وتحديات، منها ما يمكن تجاوزها وأخرى خارجة عن سيطرة الكوادر التعليمية، كسلامة الطلاب في أثناء عملية التعليم، والذين تسرب قسم كبير منهم منذ بدء حملة القصف على المنطقة.

دراسة على وقع القصف

المعلمة فيحاء الشواش من ريف إدلب الجنوبي تحدثت لعنب بلدي عن الأسباب التي تدفع بعض الطلاب للتسرب من المدارس، وقالت إن قصف النظام السوري لمناطق ريف إدلب خلق رد فعل لدى الطلاب، وهي الخوف من الموت أو الإصابة، فبمجرد أن يسمع الطفل صوت الطائرة يخرج من المدرسة بشكل لا إرادي.

وتضيف الشواش أن نسبة كبيرة من المدراس استهدفت من قبل النظام بشكل مباشر، ومنها المدرسة التي كانت تعمل بها في بلدة حاس بريف إدلب الجنوبي، حيث استهدفت بالصواريخ شديدة الانفجار، ما أسفر عن ضحايا معظمهم من الأطفال والمعلمين.

وبحسب المسؤول الإعلامي في مديرية التربية والتعليم في إدلب، مصطفى حاج علي، وصلت نسبة تسرب الأطفال من المدارس في محافظة إدلب، شمالي سوريا، إلى 35% للحلقة الأولى أي من الصف الأول إلى الرابع، والحلقة الثانية من الصف الخامس حتى التاسع 25%، والحلقة الثالثة وهي النسبة الأكبر وصلت إلى ما يقارب 60%  وجميعها نسب مرتفعة.

ويوضح حاج علي لعنب بلدي أن عدد المدارس التي تم إغلاقها في الآونة الأخيرة وصل إلى 45 مدرسة، وحرم 15 ألف طالب من تلقي التعليم، بسبب نزوح الأهالي من المناطق الساخنة ومنها بلدة جرجناز والتح وخان شيخون والبلدات المجاورة وبلدات إدلب الشرقي.

وفي تقرير نشره فريق “منسقي الاستجابة”، كانون الثاني الماضي، جاء أن عدد الأطفال السوريين المتسربين من التعليم في الشمال السوري بلغ 1.7 مليون طفل بين عمر 5 و17 عامًا، بينما 1.3 مليون طفل آخرين كانوا معرضين لخطر التسرب، بسبب ظروف الهجرة والنزوح.

أما عن الأضرار التي لحقت بالمدارس في إدلب، فأشار تقرير “منسقي الاستجابة” إلى أنه لم يتم إحصاء سوى 60 مدرسة متضررة حتى اليوم، بينما يتابع الفريق إحصاء الأضرار.

وضع مشابه في ريف حماة

تشابه الظروف الخاصة بعملية التعليم في ريف إدلب ما تشهده مناطق ريفي حماة الشمالي والغربي والتي تتعرض للقصف المتواصل من جانب قوات الأسد أيضًا، رغم سريان اتفاق “سوتشي” الذي وقعته تركيا وروسيا، في أيلول 2018.

مفيد شيبان، من بلدة التريمسة بريف حماة، نزح إلى ريف إدلب الجنوبي، ويقطن في مخيم مزرعة بلودان، ولديه ستة أبناء، أكبرهم في المرحلة الإعدادية، يتخوف من مستقبلهم، وخاصة مسألة إكمال تحصيلهم الدراسي.

وتحدث لعنب بلدي عن مسافة طويلة يقطعها أبناؤه للوصول إلى مدارسهم بشكل يومي، بالتزامن مع القصف المدفعي العشوائي الذي يستهدف المنطقة، والذي انعكس على نفسيتهم وولد لديهم خوفًا من الذهاب إلى المدرسة كي لا يكونوا عرضة للموت.

وكانت “مديرية التربية الحرة” في ريف حماة علقت دوام المدارس منذ بدء حملة القصف، ويوضح حسين هاشم المسؤول فيها لعنب بلدي أن ستة آلاف طالب حرموا من مدارسهم بسبب الظروف التي تعيشها المنطقة، بعد إغلاق أكثر من 35 مدرسة من قلعة المضيق حتى قرية زيزون.

ويقول هاشم إن تربية “حماة الحرة” تشمل عدة مجمعات، معظمها تعرض للقصف، الأمر الذي دفع إلى تعليق الدوام فيها بشكل كامل، وخاصةً الواقعة في الريفين الشمالي والغربي الذي يضم قرى سهل الغاب وجبل شحشبو.

وكانت منظمة الأمم المتحدة للطفولة (يونيسف) حذرت في وقت سابق من تعرض حياة ما يزيد على حياة مليون طفل سوري في محافظة إدلب للخطر.

وقالت إن ثلاثة مرافق تدعمها في إدلب تعرضت لهجمات عسكرية، مشيرةً إلى أن اثنين منها تقدم الإغاثة للأطفال والنساء، وخرجت عن الخدمة بشكل كامل بسبب الدمار.

مقالات متعلقة

مجالس محلية

المزيد من مجالس محلية