لم يكن قرار الاعتراف بسيادة إسرائيل على الجولان السوري المحتل الهدية الأولى التي يمنحها الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب لرئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، بل كان ضمن مجموعة قرارات تاريخية هزت سياسية الولايات المتحدة الأمريكية داخليًا من جهة، وزعزعت القواعد المنصوص عليها في القانون الدولي.
ومنذ وصوله إلى كرسي الرئاسة الأمريكية مضى ترامب في سياسية مغايرة لسلفه، باراك أوباما، صبت لصالح إسرائيل، وخاصةً حاليًا مع قرب الانتخابات التي يحاول فيها نتياهو جاهدًا لحشد عدد كبير من الأصوات لصالحه.
ومن بين القرارات التي اتخذها ترامب لصالح إسرائيل:
قرار الجولان
في 25 من آذار الحالي، وقع ترامب على قرار اعتراف رسمي أمريكي بسيادة إسرائيل على مرتفعات الجولان السوري المحتلة.
وجاء التوقيع، خلال مؤتمر صحفي مع بنيامين نتنياهو، في البيت الأبيض، وقال ترامب إن إسرائيل “لديها الحق المطلق في الدفاع عن نفسها”، مؤكدًا أن الولايات المتحدة ستقف إلى الأبد جنبًا إلى جنب مع إسرائيل.
وفي تغريدة تلت قرار الاعتراف، أوضح نتنياهو أنه أجرى اتصالًا هاتفيًا مع ترامب وشكره على قراره، وقال له “لقد صنعت تاريخًا”.
وكانت إسرائيل احتلت مرتفعات الجولان والضفة الغربية والقدس الشرقية وقطاع غزة في حرب 1967، وفي عام 1981 ضمت إسرائيل مرتفعات الجولان والقدس الشرقية إليها، في خطوة لم يعترف بها المجتمع الدولي.
وأثار القرار الأمريكي ردود فعل عربية ودولية، نددت بمجملها بمضمون التصريحات، وخاصة دول الاتحاد الأوروبي والتي اعتبرت القرار غير قانوني ويخالف القانون الدولي.
القدس عاصمة إسرائيل
في كانون الأول 2017 أعلن ترامب اعتراف الولايات المتحدة بالقدس عاصمة لإسرائيل، ووصف هذه الخطوة بأنها “متأخرة جدًا”، من أجل دفع عملية السلام في الشرق الأوسط والعمل باتجاه التوصل إلى اتفاق دائم.
وردًا على الإعلان، قال نتنياهو إن هذا يوم تاريخي، وأن إسرائيل ممتنة جدًا لترامب، وتعهد بالحفاظ على الوضع القائم للمواقع المقدسة في القدس.
واحتلت إسرائيل القدس الشرقية في حرب عام 1967، لكن المجتمع الدولي لم يعترف بأنها جزء من إسرائيل.
ويطالب الفلسطينيون بأن تكون القدس الشرقية عاصمة لدولتهم المستقبلية، ووفقًا لاتفاقية السلام الموقعة بين الفلسطينيين والإسرائيليين في عام 1993، فإن الوضع النهائي للقدس يجب بحثه في المراحل الأخيرة من عملية السلام.
ولم تنل السيادة الإسرائيلية على القدس بأي اعتراف دولي، وحتى الآن أبقت كل الدول سفاراتها في تل أبيب.
الانسحاب من الاتفاق النووي مع إيران
في أيار عام 2018 أعلن ترامب انسحاب بلاده من الاتفاق النووي الايراني، وإعادة العمل بالعقوبات الاميركية على طهران.
وقال ترامب في كلمة متلفزة ألقاها في البيت الابيض، حينها، “أعلن اليوم انسحاب الولايات المتحدة من الاتفاق النووي الايراني”، واصفًا إياه بأنه “كارثي”، وأعلن إعادة العمل بالعقوبات على ايران، متهما ايران بانها “تكذب” في شأن ملفها النووي.
ولاقى قرار الانسحاب من الاتفاق النووي معارضة كبير من دول الاتحاد الأوروبي، والذي يعتبرونه تاريخيًا، ويستندون إلى أن الوكالة الدولية للطاقة الذرية التي تقوم بعمليات تفتيش في إيران تؤكد بانتظام التزام طهران بنود الاتفاق الهادف لضمان الطابع السلمي للبرنامج النووي الإيراني.