قال الخبير الإسرائيلي في شؤون الولايات المتحدة والشرق الأوسط، يورام إيتنغر، إن وراء الاعتراف الأميركي بسيادة اسرائيل على هضبة الجولان مصلحة أمريكية.
وفي لقاء له مع القناة السابعة الإسرائيلية يوم، الثلاثاء 19 من آذار، شرح المبعوث الإسرائيلي السابق إلى الولايات المتحدة سبب اعتراف واشنطن بسيادة إسرائيل على الجولان، مبينًا أن الوجود الإسرائيلي في مرتفعات الجولان أمر حاسم بالنسبة لأمريكا كما هو بالنسبة لإسرائيل.
وأوضح إيتنغر أن الولايات المتحدة تريد العودة بقوة لبوابة الشرق الأوسط من خلال النافذة الإسرائيلية، مشيرًا إلى أن الوجود الإسرائيلي في الجولان يمثل قوة مزدوجة للأمريكيين في الشرق الأوسط.
وبيّن أن وجود إسرائيل في الجولان يحيّد النفوذ الإيراني في المنطقة، وهو أمر جيد بالنسبة للأميركيين أكثر منه للإسرائيليين، وفق تعبيره.
وأضاف، “عليك أن تلاحظ أن ترامب لا يفعل ذلك لأنه يريد أن يعطي لإسرائيل حلوى، بل لتعزيز مصلحة أمريكية واضحة”.
وتمنى إيتنغر ألا تتخلى الحكومة الأمريكية عن تصريحاتها في هذا الخصوص، وأن “تستفيد منها لتوسيع المستوطنات والبنية التحتية في مرتفعات الجولان لتثبت أنها غير قابلة للتفاوض”.
وأشار المسؤول الإسرائيلي إلى أن أحد أهم العوامل في تعزيز العلاقات مع الولايات المتحدة هو علاقات رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو الوطيدة مع جميع العناصر المؤثرة فيها، إذ تجمعه علاقة شخصية مع الرئيس دونالد ترامب منذ سنوات، وأخرى عميقة جدًا بمستشار الأمن القومي جون بولتون، إلى جانب علاقته بوزير الخارجية مايك بومبيو، وصلاته بالسلطتين التنفيذية والتشريعية، والجمهورين المسيحي واليهودي.
كما لفت إلى أن شبكتي “سي إن إن” و “فوكس” الإخباريتين تظهران تقديرهما لنتنياهو.
ولم يكن قرار الاعتراف بسيادة إسرائيل على الجولان السوري المحتل الهدية الأولى التي يمنحها الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب لرئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، بل كان ضمن مجموعة قرارات تاريخية هزت سياسية الولايات المتحدة الأمريكية داخليًا من جهة، وزعزعت القواعد المنصوص عليها في القانون الدولي.
ومنذ وصوله إلى كرسي الرئاسة الأمريكية مضى ترامب في سياسة مغايرة لسلفه، باراك أوباما، صبت لصالح إسرائيل، وخاصةً حاليًا مع قرب الانتخابات التي يحاول فيها نتياهو جاهدًا لحشد عدد كبير من الأصوات لصالحه.
وإضافة إلى قرار الجولان، أثار ترامب غضبًا عربيًا وانتقادات دولية بإعلانه، في 6 من كانون أول 2017، أنّ القدس بشطريها، الشرقي والغربي، عاصمة لإسرائيل، التي تحتل المدينة الفلسطينية منذ 1967، متجاهلًا المجتمع الدولي الذي لا يعترف به بصفة غير الاحتلال.
وفي أيار عام 2018 أعلن ترامب انسحاب بلاده من الاتفاق النووي الايراني، وإعادة العمل بالعقوبات الاميركية على طهران.
وكان الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، وقع على قرار اعتراف رسمي أمريكي بسيادة إسرائيل على مرتفعات الجولان السوري المحتلة.
وجاء التوقيع، الاثنين 25 من آذار، خلال مؤتمر صحفي مع رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، في البيت الأبيض، وقال ترامب إن إسرائيل “لديها الحق المطلق في الدفاع عن نفسها”، مؤكدًا أن الولايات المتحدة ستقف إلى الأبد جنبًا إلى جنب مع إسرائيل.
ورفض النظام والمعارضة السورية اعتراف الرئيس الأمريكي عبر بيانات صدرت من كلا الطرفين، في حين دعا النظام مجلس الأمن إلى عقد جلسة خاصة لمناقشة القرار.
وأثار القرار الأمريكي ردود فعل عربية ودولية، نددت بمجملها بمضمون التصريحات.
وكانت إسرائيل احتلت مرتفعات الجولان والضفة الغربية والقدس الشرقية وقطاع غزة في حرب 1967، وفي عام 1981 ضمت إسرائيل مرتفعات الجولان والقدس الشرقية إليها، في خطوة لم يعترف بها المجتمع الدولي.