من القباني إلى ونوس والساجر.. اليوم العالمي للمسرح
فنانان مسرحيان سوريان اعتقلا في أثناء الثورة السورية لا يزالان رهن الاعتقال حتى اللحظة، هما زكي كورديللو وابنه مهيار كورديللو. حدث ذلك بتاريخ 11 من آب 2011، دون وصول أي معلومات عنهما حتى اللحظة، ودون أن يخضعا لأي محاكمة قانونية.
يحتفل العالم في 27 من آذار من كل عام باليوم العالمي للمسرح، الذي احتفل به للمرة الأولى في العام 1962 من العاصمة الفرنسية باريس، بعد افتتاح “مسرح الأمم” وإطلاقه للاحتفاء بهذا الفن، عن طريق المعهد الدولي للمسرح، وهو أكبر منظمة للفنون المسرحية.
يطلق على المسرح “أبو الفنون”، وهو الفن الصعب الذي يحمل تماسًا مباشرًا مع الجمهور، ودليل قوة وموهبة أي ممثل هي خشبة المسرح.
ورغم أهمية هذا الفن وعراقته، يرى البعض أن دور المسرح تراجع كثيرًا في ظل المؤثرات البصرية الحديثة وعصر “السوشيال ميديا”.
ولا يمر الحديث عن المسرح العالمي عمومًا والسوري خصوصًا دون التوقف مع اثنين من أعلام المسرح السوري، هما أبو خليل القباني وفواز الساجر، الأول أسس للمسرح العربي في منتصف القرن التاسع عشر، والثاني كان ممن أسسوا للمسرح التجريبي وأسهموا بإخراج الحركة المسرحية من عباءة المسرح الكلاسيكي، ومهدوا لكل النجاحات السورية في المجال الفني لاحقًا.
وتعد سوريا من المنارات المضيئة للمسرح في العالم العربي، ويحمل رواد مسرحها علامات كبرى في تاريخ المسرح، خاصة أن أول مسرح في العالم العربي كان على يد “أبو خليل القباني” في عام 1871.
تعرض القباني للمضايقات على يد رجال الدين، بسبب استعانته بفتاة لأداء أحد الأدوار، وبعد النجاح الكبير الذي حققه في دمشق، انتقل إلى مصر وبرفقته حوالي 50 ممثلًا سوريًا ليؤسس المسرح فيها، ويقدم المسرح الغنائي عبر مسرحية “الجليس”، وبعد النجاح الكبير في مصر، انتقل إلى الولايات المتحدة الأمريكية واقتبس منها أعمالًا مسرحية قدمها باللغة العربية.
عاد الى دمشق وأصيب بالطاعون وتوفي عام 1903.
أما فواز الساجر، فكان أحد أبرز المسرحيين العرب، ومؤسس المسرح التجريبي في سوريا برفقة الكاتب سعد الله ونوس.
كما أسس المعهد العالي للفنون المسرحية ودرّس فيه وتتلمذت على يديه نخبة من أهم الممثلين السوريين.
لقاء سعد الله ونوس مع الساجر كان له بالغ الأثر على حركة المسرح السوري، فأسسا معًا ما يعرف بـ “المسرح التجريبي” وكان الهدف هو الخروج من عباءة المسرح الكلاسيكي، فكانت أعمال “سهرة مع أبو خليل القباني” و”رحلة حنظلة من الغفلة إلى اليقظة” وغيرها.
درس الساجر في موسكو وحصل على دكتوراه بالإخراج المسرحي في عام 1986، وتوفي في 16 من أيار 1988 بشكل مفاجئ.
رثاه سعد الله ونوس بقوله، “مات فواز الساجر… كان موته شبيهًا بالخيانة، ولم يتم. توقفت المشاريع ولم تنجز، لا وداع ولا وصية. وفي تدافع الوقت المروّع ذلك النهار لم تكن ثمة فرصة لنظرة أخيرة. حدقت في التابوت المثقل بأكاليل الورد. أفي هذا الجوف الخشبي جسدٌ أم دعابة! أهو المسرح يرتدي ضوء النهار ويوغل في أداء الموت حتى الموت! أم هي الحياة تكشف جوهرها، وتعلن أنها خفقة ظل في مسرح مرتجل وعابر! ولكن اللوعة في صدري رصاصية كهذا المساء… عما قليل سأعود إلى دمشق فأجدها أكثر دمامة، وأقل صداقة. سأعكف على فجوة الموت التي فغرت في داخلي، وأرفع بأصابع ذاهلة شاهدة أخرى في المقبرة التي تترامى في داخلي”.
–
اذا كنت تعتقد/تعتقدين أن المقال يحوي معلومات خاطئة أو لديك تفاصيل إضافية أرسل/أرسلي تصحيحًا
إذا كنت تعتقد/تعتقدين أن المقال ينتهك أيًا من المبادئ الأخلاقية أو المعايير المهنية قدم/قدمي شكوى
-
تابعنا على :