أحمد سبع الليل لن يموت..
العندليب بطل الحرب والسلام
غير الممثل أحمد زكي كثيرًا في شروط النجومية وشباك التذاكر في العالم العربي، وعاش حياة درامية بكل أبعادها منذ ولادته وحتى وفاته.
تميز بقدرته على التنويع في أدواره، من الكوميديا الى التراجيديا وصولًا إلى الدراما، وأكثر ما يمكن الحديث عنه هو تمثيله لشخصيتين مختلفتين بشكل جذري في فيلمين يتحدثان عن نفس الفترة التاريخية، الأول هو فيلم البريء، والذي مثل فيه أحمد زكي دور المجند البسيط الذي يقضي فترة خدمته العسكرية، في أحد المعتقلات المصرية، والثاني هو دور ضابط المخابرات المصري المتكبر والمسؤول عن الاعتقالات التي جرت بحق المدنيين في فيلم “زوجة رجل مهم”.
ويعالج كلا الفيلمين المظاهرات الشعبية التي قامت في مصر، في بدايات حكم الرئيس الراحل أنور السادات، بعد قراره إلغاء الدعم عن السلع الأساسية في مصر.
صراعات وفنون
عمل أحمد زكي مع أفضل المخرجين المصريين، يوسف شاهين، وعلي بدرخان، وشريف عرفة، وعاطف الطيب، ومحمد خان، وغيرهم الكثير.
من أهم المشاكل التي واجهها أحمد زكي في بدايات عمله كممثل، شرط النجم الوسيم، الشرط السائد في تلك الفترة، فتم رفض قيامه ببطولة فيلم “الكرنك”، لهذا السبب تحديدًا وإن تضاربت الآراء حول الشخص الذي كان وراء اتخاذ القرار، إلا أن النتيجة واحدة بكل الأحوال.
كما قدم أحمد زكي أعمال السيرة الذاتية، فقدم فيلم “ناصر 56” عن شخصية الرئيس المصري جمال عبد الناصر، وبعدها بعدة سنوات قام بإنتاج وبطولة فيلم “أيام السادات”.
لام زكي نفسه كثيرًا بسبب عدم قبوله لعب دور البطولة في فيلم “الحريف”، الذي قام ببطولته الفنان عادل إمام وأخرجه محمد خان، وتفضيله القيام ببطولة فيلم “شادر سمك”، ورغم النجاح الكبير الذي حققه الفيلم، إلا أن زكي رأى أن القيمة الفنية لـ”الحريف” كانت أعلى.
https://www.youtube.com/watch?v=O_AqyQ4Fob4
يروي الكاتب بلال فضل في برنامجه “الموهوبون في الأرض” خلافات حادة كانت بين الفنان عادل إمام وأحمد زكي، فيقول فضل إن إحدى السهرات التي جمعت بين النجمين، وغادرها أحمد غاضبًا، كانت بسبب إصرار عادل إمام على الحديث عن الموت بشكل مبالغ فيه وهو على معرفة مسبقة بمدى التوتر الذي يصيب أحمد زكي جراء هذا الحديث، إلا أن عادل إمام استمر بحديثه حتى انفعل أحمد وقال له: “أحمد سبع الليل لن يموت، رجب فوق صفيح ساخن سيموت”، وأحمد سبع الليل هو اسم الشخصية التي أداها أحمد زكي في فيلم البريء وحقق من خلال الفيلم نجاحًا جماهيريًا كبيرًا وكذلك على صعيد النقاد.
الجدير بالذكر أن أحمد زكي رهن شقته في منطقة المهندسين ليستطيع إكمال المبلغ المالي المطلوب لإنتاج فيلم السادات.
حياته
ولد أحمد زكي في مدينة الزقازيق بمحافظة الشرقية المصرية في 18 من كانون الأول 1949، وتخرج في المعهد العالي للفنون المسرحية في القاهرة 1973.
كانت أولى مسرحياته “هاللو شلبي”، والذي شارك فيها بدور صغير، قبل أن يعطيه المخرج المسرحي الشهير جلال الشرقاوي دور “أحمد” في مسرحية “مدرسة المشاغبين” الشهيرة، وشارك أحمد زكي بـ 56 فيلمًا سينمائيًا.
وعاش في فندق “هيلتون رمسيس” في القاهرة لمدة 15 عامًا.
عانى زكي من علاقة مضطربة مع والدته، فوفاة والده المبكرة، وزواج والدته وتخليها عنه أدت إلى علاقة شائكة فيما بينهما، وربما لهذه الأسباب فضل العيش في فندق لمدة 15 عامًا
أصيب أحمد زكي بسرطان الرئة كنتيجة مباشرة لتدخينه الشره، واكتُشف المرض في مرحلته الرابعة، مع وجود 14 لترًا من الماء عليها بحسب طبيبه المعالج ياسر عبد القادر.
وأثر المرض على العصب البصري وأدى إلى إصابته بالعمى في أواخر أيامه.
–
اذا كنت تعتقد/تعتقدين أن المقال يحوي معلومات خاطئة أو لديك تفاصيل إضافية أرسل/أرسلي تصحيحًا
إذا كنت تعتقد/تعتقدين أن المقال ينتهك أيًا من المبادئ الأخلاقية أو المعايير المهنية قدم/قدمي شكوى
-
تابعنا على :