يبدو أن المعارضة السياسية السورية بدأت خلال الفترة الماضية بتصحيح بوصلتها نحو الاقتراب من نبض الشارع السوري ومطالبه، بعد فترة من الجفاء والانفصال عن الواقع.
وكما أننا ننتقد الهفوات التي تقع بها المعارضة يجب علينا دعمها وتثبيت أقدامها في الوقت الذي يتربص بها الموتورون شرقًا وغربًا ويحملونها فوق طاقتها.
اجتمع رئيس الائتلاف خالد خوجة الأسبوع الماضي بممثلين عن القوى العسكرية والسياسية في محافظة حلب، معتمدين سياسةً للتعامل مع مبادرة دي ميستورا التي تسعى لتجميد القتال في أحياء المدينة.
واعتمد الائتلاف خطابًا موحدًا؛ بأن تشمل المبادرة كل المناطق المتضررة في عموم سوريا، مركزًا على احتلال إيران وتدخلها المباشر في صناعة قرار دمشق، وانعكس ذلك في التصريحات الرسمية وخلال الاجتماع مع الرئيس الفرنسي فرانسوا هولاند في باريس.
يأتي هذا وسط ضغوطٍ من وسائل إعلامٍ محلية وعربية تتحدث عن إسقاط مصير الأسد من شروط المعارضة للتفاوض، ما استدعى رئيس الائتلاف للتوضيح أكثر من مرة بأن الأسد “مصدر الإرهاب ولا يتم حل موضوع الإرهاب إلا بإزاحة الأسد ونظامه الأمني”.
بالتأكيد، لا تكفي التصريحات وحدها وننتظر خطواتٍ عمليّة في التنسيق مع قوى الثورة على الأرض، لكنها خطوة تحسب للائتلاف وتبشّر بمرحلة جديدة من العمل بجد.
تمثل الانتصارات على الأرض دافعًا للمفاوضات السياسية على مرّ الحروب في العالم وتدخل المفاوضين بقوة لفرض شروطهم، لذلك لا مناص عن مشاركة السياسيين للعسكر في صناعة القرار والاتفاق بينهما للوصول إلى مطالب الثورة. وبالقياس على ذلك، يجب التعامل مع كل الخطط والتطورات التي تعترض الثورة السورية بما يخدم مصالحها ويبعد دماء السوريين عن التجريب والرهن بأجندات الآخرين.
حين تشكل الائتلاف الوطني السوري في تشرين الثاني عام 2012 دمعت أعين الثائرين ورفعوا لافتاتٍ في مظاهراتهم تعتبره الممثل الأول والأخير لهم، فهل يتمكّن اليوم من العودة ليكون صوتًا للثورة وللسوريين؟
هيئة التحرير