وحدّت قوى الثورة السياسية والعسكرية في محافظة حلب موقفها من مبادرة المبعوث الأممي إلى سوريا ستيفان دي ميستورا لتجميد القتال في حلب معتبرةً أنها تصب في مصلحة الأسد، الخطاب الذي انعكس على زيارة الائتلاف الوطني السوري الرسمية إلى باريس يوم الخميس 5 آذار.
وفي حديثٍ إلى عنب بلدي قال زكريا ملاحفجي، رئيس المكتب السياسي للجبهة الشامية، إن “هذه المبادرة تصب في مصلحة الأسد، ولهذا يتمسك بها”، مضيفًا “عندما يخرج دي ميستورا من السفارة الإيرانية في دمشق ليتحدث عن مبادرته، وعلى بعد كيلومترات قليلة دوما تباد دون أن يتطرق لذكرها، فهذا يؤكد على نظرتنا بتحيز المبادرة الواضح للنظام”.
واستدلّ ملاحفجي بتصريحات المبعوث الأممي “قالها دي ميستورا صراحةً: الأسد جزء من الحل، وسوّق لمشروع روسي إيراني”، موضحًا «أعلن دي ميستورا أنه يسعى لتطبيق مشروع موسكو القاهرة الذي ينص على أن بشار الأسد يبقى رئيسًا للبلاد مع جيشه وأمنه”.
وعقّب “عندما ينادي دي ميستورا لنزع السلاح والنضال السياسي، فالرابح الوحيد هو النظام… توقف الثورة في حلب يعني إخمادها ويستحيل أن تحيا مرة خرى”.
بدوره اعتبر أبو سلمى، رئيس مجلس مدينة حلب، “المبادرة تخرج عن قيمنا كون حلب جزءًا من سوريا وأي مبادرة يجب أن تشمل جميع المناطق”، مردفًا “المبادرة إنسانيًا لا تمنع القتل كونه مباحٌ إلا في منطقة التجميد… يتركون بلدًا وشعبًا في الجحيم ويدعون كذبًا تجميد القتال نظريًا في حي صغير”.
وأضاف ”هم ليسوا أغبياء باقتراحهم إنما مجرمون، والغبي من يجاريهم أو يصدقهم”.
إلى ذلك استقبل الرئيس الفرنسي فرانسوا هولاند يوم الخميس وفد الائتلاف المعارض برئاسة خالد خوجا، واعتبر خلال مؤتمر صحفي أن “الأسد، المسؤول الرئيسي عن مأساة شعبه، ليس محاورًا ذا مصداقية لمحاربة داعش والتحضير لمستقبل سوريا”.
وقال الرئيس الفرنسي إن “بشار الأسد ونظامه هو المشكلة في سوريا، ويجب ممارسة أقصى الضغوط على هذا النظام”.
وشدّد هولاند على “ضرورة العمل دون هوادة لتحريك عملية جنيف للانتقال السياسي في سوريا”، معتبرًا أنه “الحل الوحيد الممكن لتوحيد الشعب السوري وتلبية مطالبه المشروعة والقضاء على المجموعات الإرهابية وإرساء السلم الأهلي في سوريا”.
من جهته، أكد رئيس الائتلاف خالد خوجة بعد اللقاء أن “نظام الأسد أجهض جهود المبعوث الدولي دي ميستورا، وأن أفكاره لم ترق إلى مستوى خطة شاملة لمعالجة الوضع في سوريا”.
واعتبر الوفد السوري أن “نظام الأسد فقد السيطرة على ثلاثة أرباع الأراضي السورية، وأن الربع الباقي بات تحت الاحتلال الإيراني المباشر”، وطالب الوفد فرنسا بلعب دور دولي “نحو التحرك الجدي لمواجهة هذا الاحتلال الذي يهدد سوريا ودول المنطقة والعالم، وعدم الاكتفاء بتحركات لا ترقى إلى مستوى خطورة الوضع وحجم المعاناة التي يتعرض لها السوريون” وفق ما نقله موقع الائتلاف السوري.
وتعتبر هذه الزيارة الأولى من نوعها لرئيس الائتلاف إلى فرنسا منذ تولّيه دفّة الائتلاف، وتأتي بعد عدة زيارات أجراها مع الداخل السوري آخرها اجتماع كلّس الأسبوع الماضي الذي حدّد صيغة التفاهم مع مبادرة دي ميستورا بالاتفاق مع هيئات وفصائل حلب.
وتأتي هذه المواقف بالتزامن مع قصف عنيف من قبل مقاتلات الأسد يستهدف أحياء حلب آخرها “مجزرة مروعة” راح ضحيتها 22 شهيدًا مدنيًا بينهم 3 أطفال في حي قاضي عسكر ظهر الخميس.
بينما تتواصل المعارك شمال حلب في محاولة من مقاتلي المعارضة لتأمين المنطقة أمام تعزيزات الأسد الساعية إلى إطباق الحصار على الأحياء المحررة.
يذكر أن دي ميستورا زار أمس السبت دمشق واتفق مع وزير خارجية الأسد وليد المعلم على إرسال “بعثة من مكتبه بدمشق إلى حلب للاطلاع على الوضع فيها” وفق ما نقلته وكالة سانا، وهي الزيارة الرابعة إلى دمشق لدي ميستورا منذ تولّيه مهمة المبعوث الأممي خلفًا للإبراهيمي.