بدأت قوات الأسد مدعومة بجيش الدفاع الوطني يوم الخميس حملة عسكرية تستهدف ريف اللاذقية الشمالي بعد تكثيف الجيش الحر والفصائل الإسلامية المقاتلة استهداف مقار قوات النظام في اللاذقية بالصواريخ البعيدة.
وبعد معارك طاحنة بين الطرفين سيطرت قوات الأسد صباح يوم الجمعة 6 آذار على جبل وقرية دورين القريب من بلدة سلمى، فيما أعلنت الفصائل المقاتلة تشكيل غرفة عمليات في جبل الأكراد لإدارة المعركة وصد الهجوم.
وعزا قائد الفرقة الأولى الساحلية النقيب محمد الحاج علي سبب الانسحاب إلى «القصف الجنوني وسياسة الأرض المحروقة التي اتبعتها الميليشيات الطائفية على المنطقة»، مردفًا في حديث إلى عنب بلدي «نجحنا في اليوم الأول بامتصاص الهجوم، وأوقعنا خسائر فادحة في القوات المهاجمة لكن مع ازدياد وتيرة القصف الذي بلغ مراحل جنونية بأكثر من 20 برميلًا و15 غارة جوية خلال ساعات، قررنا الحفاظ على سلامة المقاتلين والانسحاب إلى خطوط أفضل نستطيع من خلالها المناورة».
حاج علي لم يعتبر المعركة منتهية بل أكد أن «النظام اختار توقيتها فقط ونحن من نحدد نهايتها»، كاشفًا عن تكاتف جميع الفصائل في ريف اللاذقية في هذه المعركة».
ويعتبر جبل دورين بحسب القائد العسكري في الفرقة الأولى الساحلية النقيب محمد باجيكو «منطقة استراتيجية» للطرفين فالنظام يريد حماية مراصده في جبل النوبة وما وراءها من القرى المؤيدة والاقتراب أكثر من بلدة سلمى أحد أبرز معاقل قوات المعارضة والتقدم داخل جبل الأكراد.
أما الجيش الحر فإنه يخسر بفقدان دورين خط الدفاع الأول عن سلمى ويعرض طريق اللاذقية – حلب الذي تسيطر عليه قوات المعارضة منذ زمن طويل للخطر، لكن باجيكو يرى أنه «من المبكر الحديث عن خسارة دورين لأن المعركة ما زالت مستمرة والنظام تقدم بفعل القصف فقط «.
إلى ذلك نشر المساعد أول المنشق عن الكلية البحرية في اللاذقية عثمان اسبرو على صفحته الرسمية في فيسبوك أسماء بعض قتلى قوات النظام في المعركة من الضباط والعسكريين، وأكد اسبرو أن «النظام استعان بمقاتلي الكلية البحرية على الرغم من عدم امتلاكهم الخبرة الكافية في حرب المشاة وهو ما يفسر ارتفاع عدد القتلى لديه»؛ فالكلية، بحسب وصفه، لا تملك مقاتلين مؤهلين ومدربين في مثل هذه الحروب، ويفسر اسبرو زجهم في المعركة «بعدم وجود عناصر لديه غير قوات الدفاع الوطني».
وفي سياق متصل أفاد المتحدث الإعلامي باسم لجان التنسيق المحلية في مدينة جبلة أبو ملهم الجبلاوي، أن ميليشيا الدفاع الوطني في المدينة سحبت جميع المتطوعين في لجان الدفاع إلى جبهات القتال في ريف اللاذقية، مشيرًا إلى تشييع 6 قتلى لقوات النظام في المدينة وريفها بسبب المعارك الدائرة في الريف الشمالي.
وكانت ميليشيا الدفاع الوطني بثت يوم الجمعة تسجيلًا مصورًا من داخل بلدة دورين لإظهار سيطرتها على المنطقة، وبدت من خلاله آثار الدمار على البلدة، فيما حاولت الصفحات المؤيدة تعظيم ما أسمته بـ «الانتصار» وبثت بعضها أخبارًا عن اقتحام سلمى وجبل الأكراد وهو ما لم يحصل.
يذكر أن دورين تعتبر جبهة دائمة وتفصل بين مناطق سيطرة قوات الأسد والمعارضة وقد سيطر عليها الجيش الحر منذ منتصف العام 2012، وهي خالية من السكان بسبب الاشتباكات الدائمة، وشهدت محاولات سابقة من النظام لاسترجاعها إلا أنها فشلت جميعها.