“إن إيران اليوم أصبحت امبراطورية كما كانت عبر التاريخ وعاصمتها بغداد حاليًا، وهي مركز حضارتنا وثقافتنا وهويتنا اليوم كما في الماضي”، بهذه العبارة أكد علي يونسي مستشار الرئيس الإيراني حسن روحاني، أحقية بلاده في تدخلها العسكري والسياسي في العراق وسوريا ودول الشرق الأوسط بشكل عام.
علي يونسي هاجم منتقدي سياسة بلاده، وذلك خلال كلمة ألقاها في منتدى “الهوية الإيرانية” بالعاصمة طهران أمس الأحد، معتبرًا “كل منطقة الشرق الأوسط إيرانية”، وأضاف “سندافع عن كل شعوب المنطقة لأننا نعتبرهم جزءًا من إيران، وسنقف بوجه التطرف الإسلامي والتكفير والإلحاد والعثمانيين الجدد والوهابيين والغرب والصهيونية”، حسب وكالة الأنباء الإيرانية “إيسنا”.
وتخلل كلام يونسي هجوم مبطن للسياسة التركية، بقوله “إن منافسينا التاريخيين من ورثة الروم الشرقية والعثمانيين مستاؤون من دعمنا للعراق”، في دلالة على تضارب المصالح السياسية بين البلدين، وبالتحديد في معارك سوريا، التي تشهد دعمًا إيرانيًا واضحًا لقوات بشار الأسد، في حين لاتخفي تركيا دعمها للثورة الشعبية ضد نظامه.
ويأتي كلام المستشار الإيراني مطابقًا للسياسة التي تتبعها بلاده في تعاملها مع الوضع السوري، إذ بات غير خافٍ التغلغل العسكري في معارك البلاد، والذي برز بوضوح في معارك درعا وحلب، فيما قتل عدد من كبار ضباط الحرس الثوري في جبهات درعا وحلب وحماة خلال الأشهر القليلة الماضية.
وعزز رؤية الناشطين والمراقبين بروز الدور الإيراني من الخفاء إلى العلن، شراء طهران مساحات واسعة في مدينة دمشق وبالتحديد في أحياء الشاغور ومنطقة المليحة بالغوطة الشرقية، كذلك توارد أنباء غير مؤكدة عن شراء مساحات من الأراضي في أحياء حمص المدمرة.
واستدلّ ناشطون انتقال إيران من التدخل في شؤون سوريا إلى الاحتلال المباشر، بظهور القيادي الإيراني البارز قاسم سليماني على جبهة حوران أو ما بات يعرف بـ “مثلث الموت”، وانتقاله مؤخرًا للإشراف على معارك قوات الحشد الشعبية “الشيعية” ضد تنظيم “الدولة الإسلامية” على مشارف تكريت.
“الاحتلال الإيراني” كما يصفه ناشطون سوريون، ترافق مع حشد طائفي لم تشهده البلاد من قبل، من خلال مسميات الميليشيات الأجنبية سواء كانت أفغانية أم عراقية، والتي يغلب عليها الطابع الشيعي، وحملات التجنيد الكبيرة وزج المرتزقة تحت مسمى “الدفاع عن زينب”.
يشار إلى أن نشطاء سوريين أطلقوا حملات توعية تحذر من التغلغل الإيراني المتصاعد، من ضمنها حملة هاشتاغ “إيران تحتل سوريا”، كذلك صفحات عبر مواقع التواصل الاجتماعي تسلط الضوء على انتهاكات طهران المستمرة تحت عنوان “الثورة السورية الوطنية ضد الاحتلال الإيراني”.