امرأة في الأخبار.. تيريزا ماي تواجه دعوات الاستقالة بسبب اتفاق “بريكست”
ضجت وسائل الإعلام البريطانية بالمقالات والتسريبات التي تنقل دعوات واسعة لاستقالة رئيسة الوزراء البريطانية، تيريزا ماي، بعد أن فشلت بالحصول على موافقة البرلمان لخطتها لمغادرة الاتحاد الأوروبي.
ويجتمع البرلمان البريطاني هذا الأسبوع لمناقشة طرق بديلة لمغادرة بريطانيا للاتحاد الأوروبي “بطريقة منظمة”، بعد اتفاق عام على رفض الخروج دون خطة، وقد يتمكن النواب من خلال تصويتهم من استلام زمام قضية “بريكست” (وهو الاسم الذي أطلق على عملية مغادرة بريطانيا من الاتحاد) من أيدي الحكومة.
وأعلنت ماي أنها في حال وجدت موافقة بين النواب فستطلب منهم مجددًا التصويت حول خطتها التي رفضوها مرتين، ونقلت صحيفة “الصنداي تايمز” البريطانية عن 11 وزيرًا قولهم إنهم يريدون من رئيسة الوزراء “إفساح المجال لغيرها”، بعد أن فشلت بالتعامل مع “بريكست”.
إلا أن ماي قابلت بعض أولئك الوزراء محاولة إقناعهم بخطتها، مع إعلان الصحيفة عن فشل خطط الانقلاب الوزاري بسبب عدم اتفاق المخططين له حول من سيخلف رئيسة الوزراء.
وفي المقابل تصاعدت دعوات تطالبها بالإعلان عن موعد لرحيلها لإقناع المصوتين بقبول خطتها، مع تناقل وسائل الإعلام لعنوان صحيفة “ذا صن” الذي ابتدأ بعبارة “وداعًا تيريزا”.
لم تكن هذه المرة الأولى التي تواجه فيها ماي دعوات للاستقالة، فقد واجهت انتقادات عديدة من داخل حزبها المحافظ وتم إجراء تصويت لحجب الثقة عنها العام الماضي، ولكنها تمكنت من الحصول على دعم الأغلبية لبقائها، وأعلنت حينها أنها لن تترشح لانتخابات عام 2022.
تيريزا ماي هي رئيسة الوزراء الثانية في تاريخ المملكة المتحدة، بعد مارغريت تاتشر، وحصلت على منصبها عام 2016 بعد استقالة ديفيد كاميرون عقب الاستفتاء الشعبي الذي أقر المغاردة من الاتحاد الأوروبي.
ولدت في 1 من تشرين الأول 1956 في “إيست بورن” في إنكلترا، ابنة قس أنجيلكي، درست الجغرافيا في جامعة أوكسفورد. تزوجت عام 1980 من فيليب ماي الذي عرفتها عليه زميلتها في الجامعة، بناظير بوتو، رئيسة الوزراء الباكستانية السابقة.
بدأت نشاطها السياسي عام 1986 كمستشارة في حي “ميترون” في لندن، ترشحت مرتين لدخول مجلس النواب ولكنها فشلت، إلى أن انتخبت لتمثيل منطقة “ميدنهيد” عام 1997.
استلمت منصب وزيرة الظل للتعليم والتوظيف (وزارة الظل هي مناصب اعتبارية يعينها حزب المعارضة غير المشارك في الحكومة)، ومن ثم عينت كوزيرة الظل للنقل، والحكومة المحلية، والمناطق، ووزيرة الظل للعائلة، ومن ثم وزيرة الظل للثقافة والإعلام والرياضة، وقائدة الظل لمجلس العموم حتى عام 2009.
كانت أول امرأة تنال رئاسة الحزب المحافظ عام 2002، وفي عام 2010 أصبحت وزيرة الداخلية في حكومة ديفيد كاميرون واستمرت حتى عام 2016، دعت خلال فترتها للحد من الهجرة.
عملت منذ استلامها على إتمام “بريكست”، وكانت من المعارضين له قبل الاستفتاء، ولاقت مصاعب في مفاوضاتها مع الاتحاد الأوروبي، وانتقادات متعددة من قبل البرلمان.
وكان من المزمع أن تغادر بريطانيا الاتحاد الأوروبي في 29 من آذار المقبل، ولكن بروكسل وافقت على تمديد الموعد المسموح للمغادرة إلى 22 من أيار في حال وافق البرلمان على تمرير خطتها، وإلى 12 من نيسان لعرض خطة جديدة في حال عدم موافقته.
وكان البرلمان عانى لأشهر بسبب “بريكست”، مع عدم اتفاق أعضائه حول طريقة لمغادرة الاتحاد الأوروبي، بناءً على استفتاء عام 2016 الذي حصل على أغلبية للمغادرة بفارق بسيط مع مشاركة ما يزيد على 3.2 مليون بريطاني فيه، ما يعكس الانقسام الواسع حول هذه القضية.
وتجمع يوم السبت نحو مليون شخص مؤيد للبقاء مع الاتحاد الأوروبي، طالبوا بتصويت شعبي آخر.
وانتشرت عريضة إلكترونية تطالب بوقف “بريكست” حصلت على خمسة ملايين توقيع حتى يوم الأحد.
–
اذا كنت تعتقد/تعتقدين أن المقال يحوي معلومات خاطئة أو لديك تفاصيل إضافية أرسل/أرسلي تصحيحًا
إذا كنت تعتقد/تعتقدين أن المقال ينتهك أيًا من المبادئ الأخلاقية أو المعايير المهنية قدم/قدمي شكوى
-
تابعنا على :