داء الجيارديا المعوية
تعتبر الاضطرابات الهضمية من المشاكل الشائعة جدًا في زمن الكوارث والحروب، بسبب حالات الحصار أو النزوح وما يرافقها من سوء الظروف المعيشية كما أسلفنا في أعداد سابقة، وبعد أن تطرقنا إلى أمراض الديدان المعوية والزنطارية، فإننا اليوم سنتحدث عن مرض ينتشر بين البشر والحيوانات أيضًا، وقد يصل معدل انتشاره حتى 30% عند الأطفال تحت عمر 10 سنوات، وهو الجيارديا المعوية (جيارديا لامبليا).
ما هو داء الجيارديا؟
هو مرض معوي يسببه طفيلي مجهري يسمى جيارديا لامبليا، يتكاثر في الأمعاء الدقيقة مكونًا مستعمرات، يمتص المواد الغذائية الخاصة به من تجويف الأمعاء، ويلتصق على البطانة الداخلية للأمعاء مسببًا ضمورًا في الزغابات، وفقدانًا للأنزيمات الهاضمة، فتحدث الإسهالات والآلام البطنية ومتلازمة سوء امتصاص للمواد الغذائية، وبالتالي هبوط وزن المريض وأعراض أخرى.
كيف تحدث العدوى؟
لطفيلي الجيارديا شكل نشط (أتاريف) وشكل متكيس (كيسات)، وهو يخرج بشكله المتكيس مع براز المصاب، فإذا وصل البراز إلى فم الشخص وابتلع الطفيلي المتكيس فإن هذا الطفيلي يتحول إلى شكله النشط في الأمعاء الدقيقة، ثم يبدأ بالتكاثر، وعند مرور الطفيليات في الأمعاء الغليظة تحيط نفسها بكيس سميك وتتحول إلى الشكل المتكيس وتطرح مع البراز.
ولأن الشكل المتكيس يكون مقاومًا للحرارة والبرودة وللأساليب التقليدية في تعقيم المياه بالكلور أو الأوزون، فإنه يمكن أن يبقى لأسابيع أو لأشهر في مياه الآبار والمستنقعات والبرك والأنهار وفي خزانات مياه الشرب وفي شبكات مياه الصرف الصحي المعالجة، وبالتالي يمكن أن تحدث العدوى بإحدى الطرق التالية:
شرب المياه الملوثة، أو تناول طعاما ملوثا من العاملين في مجال تحضير الأطعمة، أو تناول خضارًا أو فواكه مروية بمياه ملوثة وغير مغسولة جيدًا، أو بانتقال العدوى بالتماس المباشر مع شخص مصاب كما هو الحال لدى العاملين في دور الحضانة أو بين أفراد الأسرة.
ما أعراض الإصابة؟
مع أن الكثير من المصابين بالجيارديا لا يشكون من أي أعراض (ولهذا ينقلون العدوى دون أن يشعروا)، إلا أن الأعراض الحادة الرئيسة تشمل: إسهال مفاجئ لعدة أيام، غازات مفرطة (تجشوء ونفخة وتذوق طعما مقرفا)، ألم بطني حول السرة، غثيان، إسهال دهني كريه الرائحة، ونادرًا ما يحدث إقياء أو ارتفاع حرارة. وعندما تستمر الإصابة لأسابيع تبدأ الأعراض المزمنة بالظهور: إسهال خفيف، ألم أعلى البطن، غازات، غثيان، نقص شهية، خمول. وفي حال استمرت الإصابة لسنين يحدث: فقر دم، نحول، فشل نمو عند الأطفال.
كيف يتم التشخيص؟
يتطلب التشخيص الدقيق إجراء اختبار مستضد الجيارديا في البراز، ولكن لأن ذلك غير متاح عمليًا فإنه يلجأ إلى البحث عن الطفيلي في البراز، ولكن الطفيلي النشط أو المتكيس لا يوجد بشكل مستمر في البراز ولهذا يجب تكرار الفحص لمرتين أو ثلاثة عند الأشخاص المشتبه بإصابتهم.
ما هو العلاج؟
ميترونيدازول (فلاجيل) لمدة 5-7 أيام، أو تينيدازول جرعة وحيدة، أو فورازوليدون لمدة 5 أيام، أو نيتازوكسانيد لمدة 3 أيام.
كيف يمكن الوقاية؟
عن طريق الالتزام بقواعد الصحة كغسل اليدين جيدًا بعد الخروج من المرحاض وقبل الأكل، وتنظيف الفواكه والخضراوات جيدًا قبل تناولها، إبقاء الفم مغلقا أثناء السباحة، تعقيم مياه الشرب بالغلي أو بالترشيح فكما ذكرنا فإن كلورة الماء لا تكفي لقتل الأكياس.
وفي المناطق الموبوءة يمكن أخذ جرعة تينيدازول كل أسبوعين للقضاء على الطفيلي الذي قد يدخل عن طريق الفم.
اذا كنت تعتقد/تعتقدين أن المقال يحوي معلومات خاطئة أو لديك تفاصيل إضافية أرسل/أرسلي تصحيحًا
إذا كنت تعتقد/تعتقدين أن المقال ينتهك أيًا من المبادئ الأخلاقية أو المعايير المهنية قدم/قدمي شكوى
-
تابعنا على :