التعاون في الاختلاف
{كَانَ النَّاسُ أُمَّةً وَاحِدَةً فَبَعَثَ اللَّهُ النَّبِيِّينَ مُبَشِّرِينَ وَمُنذِرِينَ وَأَنزَلَ مَعَهُمُ الْكِتَابَ بِالْحَقِّ لِيَحْكُمَ بَيْنَ النَّاسِ فِيمَا اخْتَلَفُواْ فِيهِ} (سورة البقرة، 213).
ولكن كيف يكون الرسل سببًا للاختلاف والاضطراب بعد استقرار ووحدة للأمة؟ عندما أنظر اليوم إلى الوراء أرى أن ظلم الاسد وحّدنا، كان الناس أمة واحدة، أمة المستضعفين والمظلومين، فجاءت الثورة وارتفع الظلم من نفوسنا وبدأ الاختلاف بيننا. الامتحان الذي نفشل فيه هو التعايش والعمل معًا بعد اكتشاف ذلك الاختلاف. لازلنا نحاول أن نتوحد تحت راية واحدة وبلون واحد. كل المجموعات والتنظيمات التي عملت معها إلى الآن فشلت في هذا الامتحان، امتحان التعاون رغم الاختلاف وتحويله إلى تنوع وتوزيع للمهام حسب الاختصاص والاهتمام، هذا الإصرار على لي أعناق الناس لإدخالهم في ملة القوي والمنتصر يعيد إنتاج المستبد ولن ينجح أحد في توحيد الناس {وَلَو ْشَاء رَبُّك َلَجَعَل َالنَّاس َأُمَّة ًوَاحِدَة ًوَلا َيَزَالُون َمُخْتَلِفِين *َ إِلا َّمَن رَّحِم َرَبُّك َوَلِذَلِك َخَلَقَهُم ْوَتَمَّت ْكَلِمَة ُرَبِّك َلَأَمْلَأَنَّ جَهَنَّمَ مِنَ الْجِنَّةِ وَالنَّاسِ أَجْمَعِينَ} (سورة هود، 118- 119).
إرث البطولة
إذا أردنا أن ننشئ جيلًا من الأبطال فلا بد أن نبدأ بإعادة توزيع ثروات المشهورين من “إرث البطولة” على أصحابها من المغمورين والذين لم يُعرف فضلهم، وأول من نطبق عليه هذا الأمر هي أنفسنا. البداية طبعًا تكون على مستوى الشعور { وَّيُحِبُّونَ أَن يُحْمَدُوا بِمَا لَمْ يَفْعَلُوا} (آل عمران، 188).
قبل أن تخرج إلى الفعل والتطبيق بسرقة أمجاد الآخرين أو قبول نسبتها إلينا. {وَيَا قَوْمِ أَوْفُواْ الْمِكْيَالَ وَالْمِيزَانَ بِالْقِسْطِ وَلاَ تَبْخَسُواْ النَّاسَ أَشْيَاءَهُمْ وَلاَ تَعْثَوْا فِي الأَرْضِ مُفْسِدِينَ * بَقِيَّةُ اللَّهِ خَيْرٌ لَّكُمْ إِن كُنتُم مُّؤْمِنِينَ وَمَا أَنَاْ عَلَيْكُم بِحَفِيظٍ} (سورة هود، 85-86).