عنب بلدي – درعا
تشهد أسعار الفروج ارتفاعًا كبيرًا في أسواق محافظة درعا، ووصلت إلى الضعف في الأيام الماضية، على خلفية فقدان المادة لأسباب على رأسها ارتفاع كلفة الإنتاج والعوامل الجوية في فصل الشتاء والتي سببت خسارات فادحة لدى المربين.
ولا يقتصر الأمر على درعا، بل انسحب الأمر على بقية المحافظات السورية، بحسب ما ذكرت وسائل إعلام النظام، في الأيام الماضية، بينها صحيفة “تشرين” التي نقلت عن “وزارة التجارة الداخلية وحماية المستهلك”، في 10 من آذار الحالي، أن الارتفاع وصل إلى 35% حيث بلغ سعر كيلو الفروج 2300 ليرة.
وقال معاون وزير التجارة الداخلية وحماية المستهلك، جمال شعيب للصحيفة، “طلبنا من مديري التموين معرفة وضع التكاليف الجديدة لأن ارتفاع سعر الفروج ليس في دمشق وحدها فقط بل في جميع المحافظات”.
كلفة الإنتاج ترتفع
تحتاج تربية أفواج الدواجن إلى تدفئة في فصل الشتاء، لكن ارتفاع أسعار المحروقات (الديزل) يزيد من كلفة الإنتاج، لأن المربي يحتاج إلى تأمين تدفئة متواصلة على مدار 24 ساعة.
محمود (33 عامًا)، صاحب مسلخ في مدينة درعا، يقول لعنب بلدي إن سبب ارتفاع أسعار الفروج في المحافظة يرتبط بنقص المادة في السوق، على خلفية عدم تربية الصوص خلال فترة أشهر الشتاء.
ويضيف أن الخسائر التي طالت مربي الدواجن، العام الماضي، دفعتهم إلى عدم تربية الصوص خلال ثلاثة أشهر مضت، هي كانون الأول، وكانون الثاني، وشباط، موضحًا، “تحتاج المداجن إلى تدفئة، وهي مكلفة خاصة في ظل ارتفاع أسعار المحروقات، حيث وصل سعر ليتر المازوت في فصل الشتاء إلى 500 ليرة سورية (…) فصل الشتاء هو شهر الأمراض وتصاب فيه الدواجن بإنفلونزا تحتاج إلى أدوية باهظة الثمن”.
ويتوافق حديث صاحب المسلخ مع الجولة التي أجرتها صحيفة “تشرين” على عدد من محال بيع الفروج في سوق الجزماتية في الميدان بدمشق، إذ قالوا إن ارتفاع أسعار الفروج تعود إلى نفوق عدد كبير من الدجاج نتيجة البرد وانعدام التدفئة، لعدم توافر مادة المازوت ولجوء العديد من المربين إلى تدفئتها على الفحم والذي قد لا يفي بالغرض بشكل جيد.
إضافةً إلى ارتفاع تكاليف تربيتها وأسعار الأعلاف، التي أدت إلى توقف 17 مدجنة لتربية الدجاج في ريف دمشق عن العمل، إضافة إلى توقف المداجن عن البيع والذبح ريثما تنمو الصيصان الموجودة لديها حاليًا وتصبح فروجًا وجاهزة للبيع.
ارتفاع الأسعار يؤثر على الطلب
الارتفاع المفاجئ لأسعار الفروج من 650 إلى 1000 ليرة سورية في درعا، أدى إلى إحجام الأهالي عن شراء هذه السلعة، بحسب ما قال صاحب المسلخ (محمود)، مضيفًا أن نسبة المبيعات مقارنة بالأشهر الماضية قلّت بشكل كبير، إذ “يلجأ أغلب الناس إلى شراء قطع الدجاج بشكل محدود، بعيدًا عن شراء الفروج بأكمله”.
أبو سليم (57 عامًا) يقول لعنب بلدي إن غلاء أسعار الفروج يشكل عبئًا إضافيًا على المواطن، مع الارتفاع الذي تشهده بقية المواد اللازمة للحياة اليومية أبرزها المحروقات.
ويضيف “أبو سليم”، “في السابق كنت أشتري الفروج الواحد بوزن 2 كيلوغرام بـ 1300 ليرة سورية، أما الآن فكلفة شراء الفروج الواحد بذات الوزن 1800 ليرة”.
وبحسب “أبو سليم”، لم يقتصر الغلاء على أسعار الفروج النيء (المذبوح في المسالخ)، بل انسحب على أسعار الفروج المشوي، إذ ارتفع سعر الفروج من 2300 ليرة سورية للفروج الواحد إلى 2800 ليرة، بينما ارتفعت سندويشة الشاورما من 350 إلى 500 ليرة.
ولا يمكن حصر ارتفاع أسعار الفروج في المحافظات السورية بالخسائر التي طالت المربين خلال ثلاثة أشهر مضت بسبب العوامل الجوية وارتفاع تكلفة الإنتاج، بل يرتبط الأمر بالإجراءات الأخيرة التي عملت عليها حكومة النظام السوري، بضبط ومنع دخول الفروج التركي “المهرب” إلى الأسواق.
وفي 12 من شباط الماضي نقلت صحيفة “الوطن”، المقربة من النظام، عن معاون وزير التجارة الداخلية وحماية المستهلك، جمال الدين شعيب، قوله إن “مديريات التجارة الداخلية في المحافظات وبالتعاون مع الجمارك العامة كثّفت دورياتها على الأسواق حتى منعت بشكل شبه كامل دخول الفروج التركي المهرّب”.
وكان الفروج التركي يباع في الأسواق السورية بعد تهريبه بأسعار أقل من الفروج المحلي.