استغرقت المعارك التي شنها التحالف الدولي لهزيمة تنظيم “الدولة الإسلامية” نحو 1737 يومًا، منذ بدايته حتى تاريخ إعلان هزيمته في سوريا والعراق.
وأعلنت “قوات سوريا الديموقراطية” (قسد) وواشنطن انتهاء وجود تنظيم “الدولة الإسلامية” في الأراضي السورية، وانتهاء “الخلافة” فيها اليوم، السبت 23 آذار، كما أعلن الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، أمس الجمعة، أن تنظيم “الدولة” هزم بنسبة 100% في سوريا.
وقالت صحيفة “التليغراف” البريطانية، في تقرير اليوم، إن المدة التي استغرقتها المعركة لهزيمة التنظيم أطول أربع مرات من تحرير أوروبا الغربية من النازيين، في الحرب العالمية الثانية.
وأضافت أن هزيمة التنظيم تطلبت 100 ألف قنبلة، وجيشين وطنيين، ومجموعة من الميليشيات وقوة من قوات الجوية الأمريكية والبريطانية والفرنسية وائتلافًا دوليًا مؤلفًا من نحو 70 دولة.
وأشارت الصحيفة إلى أنه في حين يقال إن المعركة انتهت، لا تزال أسئلة قائمة، حول مكان وجود زعيم التنظيم “أبو بكر البغدادي”، ومصير عدد من الرهائن البارزين بمن فيهم الصحفي البريطاني الأسير جون كانتلي.
ويأتي إنهاء نفوذ التنظيم بعد عمليات عسكرية بدأتها “قسد” بدعم من التحالف الدولي الذي تقوده أمريكا، إذ قدمت على مدار الأشهر الماضية تغطية جوية وصاروخية.
وتندرج عمليات “قسد” الحالية في إطار عملية “عاصفة الجزيرة”، والتي أطلقت آخر مراحلها شرق الفرات، في أيلول العام الماضي، واستهدفت إنهاء نفوذ التنظيم بالكامل.
وبحسب خريطة السيطرة الميدانية لم يبق لتنظيم “الدولة” سوى بعض الجيوب على الضفة الغربية لنهر الفرات، والتي يشن منها هجمات على مواقع قوات الأسد، بين الفترة والأخرى.
وعلى مدار الأيام الأشهر الماضية من العمليات العسكرية وجهت لـ”قسد” والتحالف الدولي اتهامات بمقتل مئات المدنيين، جراء الضربات الجوية والصاروخية التي استهدفت مناطق التنظيم.
وانتشرت صور، في الأيام الماضية، على مواقع التواصل الاجتماعي لعشرات الجثث المتفحمة في مخيم الباغوز شرقي دير الزور، وسط إعلانات من “قسد” عن التقدم داخل المنطقة بتغطية جوية من التحالف الدولي.
وكانت الشبكة السورية لحقوق الإنسان قالت في تقريرها الصادر الأربعاء الماضي، إن التحالف الدولي، بقيادة الولايات المتحدة، مسؤول عن مقتل 3035 مدنيًا في سوريا، بينهم 924 طفلًا و656 امرأة، وذلك في الفترة بين آب 2014 ومطلع آذار 2019، خلال حربه على تنظيم “الدولة”.
ووفق الصحيفة البريطانية فإن وكالات الاستخبارات الأمريكية حذرت من عودة “الجهاديين” إلى سوريا، في غضون سنة، ومن استعادة مساحة محدودة إذا لم تتم المحافظة على “الضغط” بشكل مستمر.