قالت وكالة “رويترز” إن الولايات المتحدة قد تجمد الاستعدادات لتسليم طائرات مقاتلة من طراز “F-35” لتركيا، الأمر الذي اعتبرته الوكالة الإشارة الأقوى حتى الآن من واشنطن لأنقرة بأن الأخيرة لا يمكنها امتلاك كل من الطائرة ومنظومة الدفاع الجوي الروسية “S-400”.
وفي تقرير للوكالة صادر اليوم، الخميس 21 من آذار، فإن الولايات المتحدة تقترب من مرحلة فارقة في مواجهة مستمرة منذ سنوات مع تركيا، شريكتها في حلف شمال الأطلسي (ناتو)، بعدما فشلت في إقناع الرئيس التركي، رجب طيب أردوغان، بأن شراء منظومة الدفاع الروسية الجوية سيقوض أمن المقاتلات الأمريكية.
ونقلت الوكالة عن القائمة بأعمال مساعد وزير الدفاع لشؤون الأمن الدولي، كاتي ويلبارجر، قولها إن “S-400″ كمبيوتر، و”F-35” كمبيوتر، “لا يمكنك توصيل جهاز الكمبيوتر الخاص بك بذلك الذي يخص خصمك وهذا بالأساس ما سنفعله”.
وكان نائب الرئيس التركي، فؤاد أقطاي، قال، في 7 من آذار الحالي، إن بلاده تخطط لاستلام الدفعة الأولى من منظومة الدفاع الصاروخي “S-400” الروسية في تموز المقبل.
وأضاف أقطاي في تصريحات لوكالة “الأناضول”، أن شراء تركيا لمنظومة “S-400” الروسية، لا يعني أنها لن تشتري “باتريوت”، موضحًا، “نحن بحاجة لها، وإذا تحققت شروطنا يمكننا التفاوض لشرائها”.
وحذرت الولايات المتحدة الأمريكية تركيا من أن استلام “S-400” سيعرضها لعقوبات منها إعادة النظر في صفقة استلام طائرات “F35”.
ولم تتخذ واشنطن قرارًا في هذا الصدد حتى الآن، ولكن مسؤولين أمريكيين أكدوا أن واشنطن تدرس وقف الخطوات الجارية لإعداد تركيا للحصول على المقاتلات التي تصنعها شركة “لوكهيد مارتن”، وفق “رويترز”.
وقالت ويلبارجر، “هناك قرارات تصدر باستمرار بشأن الأشياء التي يجري تسليمها، تحسبًا لحيازتهم الطائرات في نهاية المطاف”.
وتابعت، “إذًا هناك أمور كثيرة سارية يمكن إيقافها لكي نبعث بإشارات إليهم (بأننا جادون)”، ولم تخض في تفاصيل تلك الخطوات، بحسب “رويترز”.
وذكر مسؤول أمريكي آخر، لـ”رويترز” أن واشنطن تبحث عن موقع بديل لمستودع المحركات الموجود في تركيا، مرجحًا غرب أوروبا.
وقال مدير مشروع تركيا في مركز الدراسات الاستراتيجية والدولية، بولنت علي رضا، إنه إذا استبعدت تركيا من برنامج المقاتلات الأمريكية فـ”سيشكل ذلك أخطر أزمة في العلاقات بين الحليفين منذ عقود”.
ومن الواضح أن المسؤولين الأمريكيين قلقون من احتمال ابتعاد تركيا عن مسار “الناتو”، ويراقبون “بقلق” تحسن العلاقات بين أنقرة وموسكو، وفق الوكالة.
وتعتبر تركيا عضوًا في حلف الأطلسي الذي انضمت له عام 1952.
وقالت وكالة “بلومبيرغ” الأمريكية في تقرير لها ترجمته عنب بلدي، كانون الأول الماضي، إن المسؤولين الأمريكيين يشعرون بالقلق من أن تكنولوجيا “F35” الحساسة يمكن أن تتعرض للضرر من منظومة “S-400” أو تستخدم في تحسين نظام الدفاع الجوي الروسي إذا استولت تركيا على كلا النظامين (باتريوت، S-400).
–