دعا رئيس وزراء إقليم كردستان العراق، نيجيرفان بارزاني، كرد سوريا إلى التفاوض مع نظام الأسد والحوار معه في محاولة لإيجاد حل تحت إطار سوريا الموحّدة، حسب قوله.
دعوة بارزاني جاءت خلال مقابلة أجراها مع موقع “المونيتور” الأمريكي، اليوم الأحد 17 من آذار، إذ أجاب بارزاني حول إذا ما كان على الكرد في سوريا التفاوض مع حكومة النظام السوري، بقوله، “أعتقد أنّ على كرد سوريا أن يحاولوا إيجاد حل في إطار سوريا موحدة.. يجب أن يشاركوا في الحوار والمفاوضات مع هذا المصطلح.
وفسّر بارزاني تلك الدعوة بأن النظام السوري لا يزال قائمًا، ما يعني أنه إن رغب كرد سوريا في الحصول على حقوق معينة عليهم أن يتحدثوا مع النظام، حسب زعمه.
وفي إجابته حول ما إذا كان رئيس النظام السوري، بشار الأسد، سيمنح الكرد أيًا من حقوقهم، قال بارزاني إن الأمر مرهون باستكمال النظام لسيطرته بشكل كامل على جميع المناطق، معتبرًا ذلك عودة لاستقرار سوريا، وبالتالي سيكون النظام واثقًا بما فيه الكفاية لمنح الكرد حقوقهم.
وتابع بارزاني، “على النظام التعامل مع الكرد كأمر واقع، إنهم هناك، موجودون، لديهم سلطة ومسيطرون على مناطق عدّة في سوريا، وبالتالي على النظام قبولهم وإيجاد طريقة لحل مشاكلهم”.
“المونيتور” وجّه سؤالًا للبرزاني حول ترجيحه للضامن الأمثل لمثل تلك الصفقات التي يمكن عقدها بين الكرد والنظام، وذلك بالنظر إلى غياب الثقة بين كلا الطرفين، وأجاب بارزاني أن روسيا هي أنسب من يمكنه لعب دور الضامن باعتبارها لاعبًا رئيسيًا إلى جانب تأثيرها الفعّال على الأرض.
وأضاف أن استقرار سوريا مهم لدولة العراق نسبة لتجاور حدود البلدين، لكن ذلك الاستقرار أكثر أهمية بالنسبة لروسيا التي توجه استراتيجيتها نحو تأمين ما وصفه باستقرار سوريا، وذلك في إشارة منه لملف إعادة الإعمار في سوريا.
وفي وقت سابق، أشار رئيس المبادرة الوطنية للأكراد وعضو مجلس الشعب، عمر أوسي، في 14 من شهر آذار الحالي، إلى ضرورة التنسيق بين جميع مكونات الشعب السوري في مناطق شرق الفرات مع النظام السوري، والسماح بدخول قوات النظام لتلك المناطق ليبسط سيطرته على الحدود مع تركيا، وذلك في تصريح له نشر على موقع صحيفة “الوطن” التابعة للنظام.
ومن ضمن محاولات الشد والجذب بين الكرد والنظام، نقلت وكالة “رويترز” عن نائب وزير الخارجية السوري، فيصل المقداد، قوله خلال مؤتمر صحفي مصغر، في 9 من كانون الثاني، إن الحكومة تتحاور مع جماعات كردية أبدت استعداها إلى التوصل لاتفاق سياسي مع النظام، على حد تعبيره.
وكان “مجلس سوريا الديمقراطية” (مسد) الذراع السياسية لـ”قسد” أجرى زيارة لدمشق، في تموز الماضي، واعتبرت الأولى من نوعها، بشأن مفاوضات مع النظام السوري “لبحث مستقبل مناطق الإدارة الذاتية”.
وتعمل “قوات سوريا الديمقراطية” (قسد) على التقرب من النظام السوري، في الآونة الأخيرة، لعقد اتفاق معه حول مناطق “الإدارة الذاتية” (الكردية) في شمال شرقي سوريا، بوساطة روسية.
إذ بدأت المفاوضات بين “قسد” والنظام السوري عقب إعلان الولايات المتحدة الأمريكية سحب قواتها من شرق سوريا، منتصف الشهر الماضي.
كما تفاوضت القوات الكردية مع النظام من أجل دخول قواته إلى مدينة منبج حينها في محاولة لمنع القوات التركية من دخولها.
–