يكثر الحديث مع اقتراب حلول شهر رمضان 2019 عن الدراما السورية التي تعاني من أزمات عدة، وسط طموحات بتعافيها وعودة الإنتاج، مستفيدة من ظروف الإنتاج الفني في المنطقة وتحديدًا في مصر.
وتحدثت مواقع فنية وصفحات إخبارية على مواقع التواصل الاجتماعي أن الإنتاج الدرامي السوري لهذا العام يقترب من 30 مسلسلًا تلفزيونيًا، ما بين الأعمال السورية الخالصة وما بين الأعمال المشتركة بهوية سورية.
ومن بينها بعض الإنتاجات الفنية التي تم إنجازها في العام الماضي ومنعت من العرض لسبب أو لآخر (مسلسل ترجمان الأشواق للمخرج محمد عبد العزيز مثالًا)، أو لم تجد لها طريقًا إلى الشاشات السورية والعربية.
التفاؤل بعودة الإنتاج يترافق مع محاولات للنظام السوري للترويج بأن سوريا عادت كما كانت قبلًا من جهة، ومن جهة أخرى عدد الأعمال المرتفع يوحي بعودة الفنانين الغائبين عن الساحة الفنية السورية منذ أعوام.
وذكرت بعض المواقع الفنية السورية أن الفنان ياسر العظمة سيعود لإنتاج مرايا 2019، بعد غياب استمر لست سنوات (منذ عام 2013).
الإنتاج الفني السوري لهذا الموسم يحاول الاستفادة من حالة الاحتكار التي وقعت فيها الدراما المصرية (من قبل شركة إعلام المصريين التي استحوذت على الكثير من القنوات التلفزيونية وشركات الإنتاج) والتي أثارت لغطًا وجدالًا على وسائل التواصل الاجتماعي والصحافة الفنية المصرية والعربية على حد سواء.
كذلك الأمر بالنسبة للدراما الخليجية التي لم تحقق الانتشار المطلوب عربيًا حتى الآن، رغم المحاولات الكثيرة التي تبذل في هذا المجال.
كل هذه العوامل تجعل للدراما السورية فرصة ذهبية لتتربع على عرش السوق العربي مجددًا، خاصة مع تنوع الإنتاج الفني ما بين الدرامي الرومانسي والبيئة الشامية والأعمال الكوميدية أيضًا.
ورغم هذا التفاؤل الكبير المحيط بإنتاج هذا العام، إلا أن الشكوك ما زالت تحوم حول قدرة الدراما على النهوض مجددًا، فما زال هناك أزمة نص (يتم الحديث عنها منذ أكثر من عشر سنوات) وكوادر غائبة وصعوبة التصوير في داخل سوريا مازالت موجودة.
شركات الإنتاج أضحت بالمئات بحسب انتقادات لفنانين وعاملين في المجال الفني، من بينهم الفنان حسام تحسين بيك، الذي قال إن عدد الشركات وصل إلى 240 شركة، بحسب صحيفة “تشرين” الرسمية.
لكن دون إنتاج فعلي، فالدراما السورية لم تنجح في التحول إلى صناعة حقيقية ولم تستثمر كل النجاحات التي حققتها في سنوات الطفرة، ولم تستفد من الفنانين السوريين بأفضل طريقة ممكنة، وبعد الثورة هاجر الكثيرون واستفادت منهم الأسواق المنافسة في المنطقة وتحديدًا مصر.
ولعل أبرز الأسواق المستفيدة، كانت الدراما اللبنانية التي هاجر إليها بعض كتاب السيناريو والمخرجون والممثلون أيضًا، ليعملوا في لبنان تحت اسم الدراما السورية اللبنانية أو الدراما العربية المشتركة، ما جعل عجلة الإنتاج اللبناني في المواسم السابقة تدور أيضًا.
الدراما التي تعرضت لأزمات عديدة أهمها القوانين والرقابة ونصوص السيناريو المكررة وتحكم رأس المال بما ينتج وما يعرض، وهجرة كوادرها تحاول العودة اليوم وسط صعوبات جمة، وظروف انتاج اقليمية قد لا تتكرر في المواسم المقبلة.