عنب بلدي – خاص
خرج قادة مؤتمر بروكسل حول “دعم مستقبل سوريا والمنطقة” بتعهدات تقضي بتخصيص سبعة مليارات دولار أمريكي لدعم الفئات المستضعفة من السوريين عام 2019، ورغم أن التعهدات لا تزال شفهية وقد ينتهي العام الحالي دون تحصيلها بالكامل، إلا أنها تبقى في إطار الاستجابة الإنسانية لأزمات السوريين في الداخل والخارج، وسعي المجتمع الدولي لإخلاء مسؤوليته تجاههم.
انتهت فعاليات مؤتمر “بروكسل” بنسخته الثالثة، التي انعقدت في الفترة بين 12 و14 من آذار الحالي، بتبرعات مالية فاقت النسخة الثانية من المؤتمر، حين تعهد المانحون عام 2018 بجمع 4.4 مليار دولار فقط، في حين تعهدوا بجمع ستة مليارات دولار خلال النسخة الأولى عام 2017.
بالأرقام.. الدعم الأوروبي في الصدارة
يشير البيان الختامي لمؤتمر “بروكسل 3″، والذي نشرته المفوضية الأوروبية عبر موقعها الرسمي، إلى أن ألمانيا كانت لها الحصة الأكبر من التبرعات، إذ تعهدت بتقديم 1.44 مليار يورو لدعم الشعب السوري، في حين تبرع الاتحاد الأوروبي كمؤسسة بمبلغ ملياري يورو.
كما تعهدت بريطانيا بتقديم 464 مليون يورو والنمسا بتسعة ملايين دولار، وبذلك تكون الدول الأوروبية قدمت أكثر من ثلثي الدعم الخاص بالمساعدات الإنسانية للسوريين داخل سوريا وفي دول الجوار.
وكانت الأمم المتحدة أعلنت عن حاجتها إلى تسعة مليارات دولار لتغطية احتياجات السوريين عام 2019، إلا أن المؤتمر حصد سبعة مليارات من حاجة المنظمة.
وتشير أرقام منظمة الأمم المتحدة للشؤون الإنسانية (OCHA) إلى أن 11.7 مليون سوري بحاجة إلى شكل من أشكال المساعدة والحماية، بينما يحرم أكثر من مليوني طفل سوري من التعليم، ويعيش ما يقدر بـ 83% من السوريين تحت خط الفقر.
“دعم إنساني طارئ دون حل جذري”
جرت العادة أن يتم تخصيص المبالغ التي يجمعها المانحون في “بروكسل” لدعم النازحين السوريين داخل سوريا، ويقدر عددهم بنحو 12 مليونًا، بالإضافة إلى 5.6 مليون لاجئ في دول الجوار.
وبحسب ما قال مدير منظمة “الدفاع المدني السوري”، رائد الصالح، الذي حضر مؤتمر بروكسل بنسختيه الأولى والثالثة، فإن المبالغ تخصص عادة في إطار “الدعم الإنساني الطارئ”.
وأوضح الصالح في حديث لعنب بلدي أن القطاعات التي يغطيها “الدعم الإنساني” هي تأمين الغذاء والمأوى وخدمات المياه النظيفة والصرف الصحي وغيرها من الخدمات الأساسية، بالإضافة إلى تمويل القطاع التعليمي للأطفال السوريين، سواء داخل سوريا أو خارجها.
وعن توزيع المبالغ، قال الصالح إن الحديث يدور حول تخصيص خمسة مليارات دولار للاجئين السوريين في دول الجوار والحكومات المستضيفة لهم، وملياري دولار للسوريين في الداخل، موضحًا أن توزيع المبالغ لم يتأكد بعد.
واعتبر الصالح أن المؤتمرات المعنية بالشأن السوري لا تتعدى كونها “حلًا مؤقتًا” لمساعدة الشعب السوري، ولا تزال عاجزة عن إيجاد حل جذري للملف السوري وإنهاء معاناة السوريين بشكل كامل.
أمريكا تعود إلى بروكسل
شهدت التزامات التمويل خلال مؤتمر بروكسل عام 2018 انخفاضًا واضحًا في الدعم، لتكون أدنى من المتوقع بنحو 1.6 مليار دولار، حين لم يستطع المشاركون سوى جمع 4.4 مليار دولار.
الأمر يرجع إلى حد كبير إلى عدم تعهد الولايات المتحدة بأي دعم خلال مؤتمر “بروكسل 2″، بسبب القرار الصادر عن الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، حينها والذي يقضي بتخفيض المساعدات والمخصصات الخارجية.
لكن واشنطن عادت من جديد لتدعم مؤتمر “بروكسل 3” بنحو 397 مليون دولار مقدمة للشعب السوري، على أن يتم منحها لمفوضية الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين ومنظمة “يونيسف” والمنظمة الدولية للهجرة والمنظمات غير الحكومية والوكالات الدولية الأخرى.
ويتوزع المبلغ الذي تعهدت به واشنطن في بروكسل، وفق بيان للخارجية الأمريكية، على الشكل التالي: 135 مليون دولار للسوريين في الداخل، 97 مليون دولار للسوريين في لبنان، 57 مليون دولار في الأردن، 81 مليون دولار في تركيا، 18 مليونًا في العراق، ستة ملايين في مصر، ثلاثة ملايين كدعم “إقليمي” للسوريين.
ومع ذلك، تبقى تعهدات بروكسل شفهية، إذ “من الطبيعي” ألا تلتزم جميع الدول بالمبالغ التي تعهدت بها لمساعدة السوريين عام 2019، وفق ما يرى مدير “الدفاع المدني السوري”، رائد الصالح، مشيرًا إلى أن نتائج المؤتمرات السابقة تثبت ذلك، إذ لم يتم تحصيل جميع المبالغ خلال نسختي بروكسل الأولى والثانية، حسبما قال.