عروة قنواتي
منذ أيام قليلة وعشاق النادي الملكي في قمة سعادتهم بعد التأكد من نبأ عودة النجم الفرنسي زين الدين زيدان لإدارة الدفة الفنية في الفريق الأول، مع انتشار الصور الأولى له في التدريبات. ويخفف ذلك من أثر الصدمة التي رافقت مدرجات البرنابيو وجدران النادي وشباك الفريق وأدمغة العشاق والنقاد بخروج مذل وخلال أسبوع واحد من كل المسابقات التي يمكن للريال المنافسة عليها.
بالنسبة لي ممتن جدًا لعودة النجم زيدان إلى صفوف الفريق لرغبتي في متابعته وهو يحل أو يحاول حل مسألتين مهمتين، الأولى كيف سينهض بالفريق بعد هذا التصدع وبعد الفجوات التي حدثت بين اللاعبين والمدرب، والمدرب والاحتياط، والاحتياط والأساسيين، والأساسيين وأحلامهم، والجميع أمام الإدارة، أما الثانية فهي كيف سيعوض غياب كريستيانو رونالدو وكيف سيفعّل الخط الأمامي للفريق في الموسم المقبل.
ولكن هنا لا بد لي أن أتساءل: هل كان على النادي الملكي أن يبدل المدربين الواحد تلو الآخر وأن يخرج بهذه السلة من الخسائر والنتائج المحرجة خلال تسعة أشهر بين رحيل زيدان وعودته؟
هل هذه هي الخطة الجديدة التي اعتمدها السيد بيريز، رئيس مجلس إدارة النادي، للحفاظ على حظوظ الملكي في دوري الأبطال والدوري الإسباني؟ هل نجحت هذه الخطة فعلًا؟
وإذا كان السيد زيدان قد خرج فعلًا من الفريق وتبعه كريستيانو رونالدو الذي غادر إلى جوفنتوس، فما الذي يجعله يعود بهذه السرعة إلا إذا كانت بعض الأوراق التي لا يعلم بها أحد هي ما كانت سبب الخروج ونفسها أو ما يشبهها كانت سبب العودة، طبعًا هنا لا نشكك أبدًا بمحبة جماهير الملكي للنجم زيدان ولا بمحبة زيدان للاعبيه وجماهيره في ريال مدريد، ولكن فعلًا ما النتائج المستخلصة من هذا العبث؟
وعلى الرغم من أن بعض الشبكات الإخبارية قد أوردت موافقة زيدان على نفس خطة العمل المطروحة حتى نهاية الموسم، إلا أن الأمر المتوقع فعلًا هو رحيل بعض الأسماء عن الفريق الأول وعودة بعض الأسماء إلى التشكيلة الأساسية، ولربما لا تغادر أسماء أخرى إلى فريق آخر بعد عودة زيدان.
من الممتع والمثير أن يجهز النادي الملكي نفسه لمنافسات الموسم المقبل على كل الأصعدة، وأن تعود آمال الفوز لجماهيره حتى تصطدم بآمال عشاق الأندية الأوروبية الكبرى ويكون التنافس بأعلى جودة والحظوظ أشبه بمعارك من العيار الثقيل.
وحتى ذلك الحين.. أهلًا بعودتك زيدان!