الواضح أن جهود الاتحاد الدولي لكرة القدم المبذولة لـ”تحسين” كأس العالم للأندية واجهت عائقًا كبيرًا تجلى في مقاطعة كبار الأندية الأوروبية للنسخة الأولى المعلن عنها في 2021.
واعتمد الاتحاد الدولي لكرة القدم (فيفا) زيادة أندية بطولة العالم للأندية إلى 24 فريقًا بدلًا من سبعة ممثلين عن كل القارات.
كيف اتخذ القرار الجديد
أعلن “فيفا” عن زيادة عدد أندية كأس العالم للأندية، في اجتماع مجلسه في مدينة ميامي، الجمعة 15 من آذار، بعد سلسلة استشارات استمرت نحو ثلاثة أعوام في مجلس الاتحاد الدولي والرابطات التابعة له.
بلغت تلك العملية (التشاورية) ذروتها من خلال فرقة عمل مخصصة شكلها “فيفا” والاتحادات الكروية القارية الستة، عقدت أربعة اجتماعات بين تشرين الثاني من العام الماضي، وشباط من العام الحالي.
زود فريق العمل “فيفا” بتقرير مفصل عن العناصر النفسية والرياضية المرتبطة بالتنظيم الجديد وتصور البطولة، بالتنسيق مع الاتحادات وعلى رأسها الاتحاد الأوروبي لكرة القدم (يويفا).
نظرت فرقة العمل في مختلف الاحتمالات المحيطة بإدخال عصبة الاتحادات في جميع أنحاء العالم في هذا الصدد، ويتمثل تقييم فريق العمل في أنه لا يزال هناك المزيد من العمل قبل التوصل إلى أي استنتاجات وتقديم مقترحات ملموسة.
وبعد تقرير الفريق المشكل من قبله، وافق مجلس “فيفا” على إقرار رفع عدد الأندية المشاركة في البطولة من كل القارات، بيد أنه لم يحدد على أي أساس يتم ترشيح تلك الأندية لخوض غمار البطولة الجديدة، كما أنه لم يحدد البلد المستضيف في النسخة المقرة بالمشروع.
حصص القارات ونظام البطولة
واعتمد القرار حصص القارات بالشكل التالي: ثمانية فرق من أمريكا الجنوبية، وستة من أمريكا الشمالية، وثلاثة أندية من آسيا، وثلاثة أندية من إفريقيا، وفريق من أوقيانوسيا، على أن تقام بنظام المجموعات، وتلعب بشهري حزيران وتموز من عام 2021.
تقسم الأندية الـ 24، وفق الاتحاد الدولي للعبة، إلى ثماني مجموعات، كل مجموعة مؤلفة من ثلاثة فرق.
يتأهل إلى الدور الثاني (ربع النهائي) المركز الأول من كل مجموعة، ويلعب بنظام خروج المغلوب.
وجاء في قرار الاتحاد الدولي أن التفاصيل التي تخص جدول المباريات المقترح وتخصيص المقاعد من كل اتحاد ستناقش في جلسات لاحقة.
مقاطعة أوروبية
واجهت البطولة المعلن عنها مقاطعة فورية من رابطة الأندية الأوروبية التي تضم عمالقة كرة القدم كريال مدريد وبرشلونة ومانشستر يونايتد وغيرها، إذ كانت الرابطة طلبت من رئيس الاتحاد الدولي لكرة القدم، جيانو إنفانتينو، إرجاء المقترح في الوقت الحالي.
وعقب إعلان رئيس “فيفا” إنفانتينو عن إقامة البطولة الموسعة، قال متحدث باسم رابطة الأندية الأوروبية، وفق وكالة “فرانس برس”، “رابطة الأندية الأوروبية لن تشارك في كأس العالم للأندية 2021 وستقيم مسألة المشاركة في نسخ تالية”.
وقالت وكالة “رويترز”، الجمعة 15 من آذار، إن العديد من المصادر أبلغتها أن ممثلي الاتحاد الأوروبي لكرة القدم صوتوا ضد الخطة.
ولكن المشروع الجديد شهد موافقة 25 عضوًا من مجلس “فيفا” عليه مقابل سبعة معترضين.
نسخة موسعة لمكاسب مالية
يسعى “فيفا” بقيادة رئيسه جاهدًا للعب البطولة بنظامها الموسع، لأهداف اقتصادية وتسويقية أكثر من كونها رياضية، لا سيما بعد توقع الأرباح المحتملة بعد إقامة البطولة التي تشبه كأس العالم على صعيد المنتخبات.
وتشكل الأندية، لا سيما الأوروبية منها، قاعدة كروية شعبية ضخمة حول العالم، وذلك يضمن قسطًا وافرًا من الأرباح في حال أقيمت بطولة تجمع هذه الأندية بنظيراتها من القارات الثانية.
وفي تقارير صحفية لصحيفتي “نيويورك تايمز” و”فايننشال تايمز”، في أيار من العام الماضي، ذكرت فيها أن مجموعة من الشركات عرضت ما يصل إلى 25 مليار دولار لإقامة هذه البطولة بالإضافة لبطولات أخرى مفتوحة.
وأضافت التقارير أن مستثمرين من الولايات المتحدة والصين واليابان والشرق الأوسط من بين أطراف اقترحت زيادة عدد فرق كأس العالم للأندية التي يتنافس فيها أبطال القارات.
وفي تصريح سابق للأمين العام لاتحاد الأمريكيتين الشمالية والوسطى ودول الكاريبي (كونكاكاف)، فيليبي موغيو، قال على هامش المناقشات لاعتماد النظام الجديد، إن “هناك حاجة ملحة للانتهاء من هذه الأمور للمضي قدمًا”.
وقال إنفانتينو، في تصريح سابق مطلع شهر نيسان الماضي، إن شركات أبدت اهتمامها بنسخة موسعة من كأس العالم للأندية.