عنب بلدي – خاص
استمرت مساعي “الحكومة السورية المؤقتة” منذ سنوات في الحصول على اعتراف دولي بالشهادات الثانوية التي تمنحها للطلاب السوريين في المناطق الخارجة عن سيطرة النظام السوري، وفي بلدان اللجوء التي يقطنها طلاب سوريون.
لكن وزارة التربية والتعليم التابعة للحكومة المؤقتة أعلنت، في 11 من آذار الحالي، عن حصولها على قبول من جامعات أوروبية عدة، خاصة في بريطانيا وألمانيا والسويد، داعية الطلاب هناك إلى تعديل شهاداتهم عن طريق جهات مختصة تدعم قبولهم في الجامعات الحكومية والخاصة.
اعتراف بريطاني رسمي
وزير التربية في الحكومة المؤقتة، عماد برق، قال في حديث لعنب بلدي إن الحصول على اعتراف الجامعات الأوروبية ليس جديدًا، إذ بدأ تطبيقه منذ عام 2017، مؤكدًا التحاق عدد من الطلاب الحاصلين على الشهادة الثانوية التابعة للحكومة المؤقتة بجامعات أوروبية، خاصة في فرنسا.
مؤسسة “نارك” (UK- NARIC)، هي وكالة أكاديمية وطنية تابعة للحكومة البريطانية، تعنى بتوفير المعلومات حول المؤهلات الأكاديمية والمهنية في جميع أنحاء العالم، وتوفر معلومات حول أنظمة التعليم والتدريب المعتمدة خارج المملكة المتحدة.
تملك المؤسسة معلومات أكاديمية شاملة عن أنظمة التعليم والتدريب في 189 دولة حول العالم، وتزود نحو تسعة آلاف شخص شهريًا بالمعلومات التي تساعدهم على الالتحاق بالجامعات الحكومية والخاصة، كما تعرّف عن نفسها. |
وأوضح برق أن الجديد هو حصول وزارة التربية على وثيقة رسمية من مؤسسة “نارك” الأكاديمية في بريطانيا، تؤكد فيها “أهلية” الشهادات الثانوية التي تمنحها الحكومة المؤقتة.
وبحسب برق فإن أكاديمية “نارك” تجري منذ عام 2017 دراسة على الامتحانات الثانوية والمنهاج التابع للحكومة المؤقتة، ورفعت توصية إلى الحكومة البريطانية بأهلية الشهادات التي تمنحها، على حد تعبيره.
ودعت وزارة التعليم الطلاب السوريين في بريطانيا وألمانيا والسويد إلى تعديل شهاداتهم لدى المكاتب التابعة للحكومة المؤقتة هناك، من أجل مقارنتها بالشهادات الخاصة بتلك الدول للقبول في جامعاتها الحكومية والخاصة.
رغم الاعتراف.. مشاكل طلابية
يعاني معظم الطلاب الحاصلين على شهادات الثانوية العامة في مناطق المعارضة من صعوبة التسجيل في الجامعات خارج سوريا، في ظل غياب الاعتراف الدولي الرسمي بها، وصعوبة التنسيق بين تلك الجامعات والحكومة المؤقتة.
الشاب طلال الخطيب، أحد أبناء الغوطة الشرقية، حصل على شهادة الثانوية من الحكومة المؤقتة للعام الدراسي 2016- 2017، ما أهله لدخول معهد طبي، إلا أن سيطرة النظام السوري على الغوطة في نيسان 2018، منعته من إكمال تعليمه نتيجة تهجيره إلى الشمال السوري، ثم إلى تركيا.
حاول طلال، وفق ما قال لعنب بلدي، التسجيل في الجامعات التركية إلا أنه واجه عقبات عدة، وعلى رأسها عدم امتلاكه أوراقًا قانونية، ومن بينها بطاقة الحماية المؤقتة (كيملك) التي تمنحها الحكومة التركية للاجئين السوريين على أراضيها، بالإضافة إلى صعوبات في ترجمة الشهادة وتصديقها وغيرها من الإجراءات “المعقدة”، كما وصفها.
إلا أنه وبعد حصوله على بطاقة “كيملك” يعمل طلال حاليًا على تعديل شهادته إلى الشهادة الثانوية التركية، عن طريق مكتب الحكومة المؤقتة في ولاية غازي عنتاب التركية، متأملًا أن يخوله التعديل دخول إحدى الجامعات الحكومية في البلاد.
وسمحت تركيا بمعادلة شهادات الثانوية العامة الصادرة عن الحكومة المؤقتة، منذ عام 2014، وكانت حتى عام 2017 الدولة الوحيدة التي تسمح بذلك.
إلا أن دولًا أوروبية، بينها فرنسا وألمانيا والسويد، سمحت عام 2017 بتعديل الشهادات الثانوية الصادرة عن الحكومة السورية المؤقتة، ما خوّل عددًا من الطلاب دخول جامعات تلك الدول، بحسب وزير التربية عماد برق.
وتغيب الإحصائيات الرسمية حول عدد الطلاب الحاصلين على الشهادة الثانوية التابعة للحكومة المؤقتة أو الملتحقين منهم بالجامعات غير السورية.
إلا أن برق أشار لعنب بلدي إلى أن 25 طالبًا سوريًا في الأردن حصلوا، العام الماضي، على منحة للدراسة في الجامعات الفرنسية، على حد قوله.