طبل وزمر لحسن روحاني

  • 2019/03/17
  • 12:00 ص
خطيب بدلة

خطيب بدلة

خطيب بدلة

أخبارُ الأسبوع الفائت، كما يقولون في الأمثال والحكايات، تُفْرِحُ الصديق وتفقأ حصرمة في عين العدو، أبرزُها الزيارة المرتقبة التي سيقوم بها رئيس الجمهورية الإسلامية الإيرانية، حسن روحاني، إلى دمشق، قلعة الصمود والتصدي وقلب العروبة النابض.. الزيارة التي لا يمكن، ولا يجوز أن تمر بسرعة، ولهوجة، وبلا طعمة، بل يجب أن تكون شبيهة بمشية المرأة التي وصفها الشاعرُ الأعشى بقوله: (كأنّ مشيتَها من بيت جارتها-مَرُّ السحابةِ لا ريثٌ ولا عَجَلُ)..

يجدر بالقائد التاريخي ابن حافظ الأسد، وأركان حربه، وزبانيته، وشبيحته، ومنحبكجيته، و(الزْبَلَّعِيّة) المتناثرين حول قيادته الحكيمة، أن يلاقوا هذا الرئيسَ الكبير بالطبل، والزمر، وقفة التمر، والهتاف والتعييش، وعلى أوفْ مَشْعَلْ ديني مشعلاني، وزَقفة زَقفة يا شباب وصلوا الدبيكة ع الباب، وأن ينزل الجميع، بلا استثناء، إلى “المَرْسَحْ”، ويبدأ الهز، والخَلْع، والنط، والشقلبة، والنخ، شريطة أن يكون الأشخاص الذين يُؤْذَنُ لهم بالدبكة أمام الرئيس الضيف مزودين بسراويل احتياطية تسترُ مؤخراتهم فيما لو أدىْ النخ المفاجئ إلى تمزق بنطلوناتهم من الخلف، إذ ليس من اللائق أن تُعْرَضَ مثلُ هذه المناظر أمام رئيس الدولة العظمى “إيران” ضمن هذه الظروف البالغة الحساسية التي تمر بها الأممُ الثلاث العربية والفارسية والإسلامية.. ثم يضع واحدٌ من مطربي العائلة الكريمة كفه على أذنه ويصيح عتابا:

قـالــت لي روح، قلت: ما بروحْ آني

تَ شوفْ بْعَيْنِي حسنْ.. روحــــــاني

وريتو الوَبَا يْقِشِّكْ وا روحي وِعَانِيْ

ما فيني فلّ تـــــا حَيّــــــــــــــــــــــي الشبابْ

ويأتي، هنا، القرعُ المنفرد على الطبل كما لو أنه تأييدٌ سريعٌ لما تفضل به مطرب العائلة الكريمة، متضمنًا، في الوقت نفسه، دعوةَ فرقة العراضة الشامية التي اعتادتْ أن تتربص بالاحتفالات الكبرى، لتشارك فيها مبديًة أقصى حالات الاستعداد للسلام على الضيوف، وتزيين المرجة، والمبارزة بالسيف والترس تحت لواء المرحوم الشيخ رَسلان (حامي هالبَرْ والشامْ)، مع ضرورة التوضيح والإشارة إلى أن حامي الشام، في الوقت الحاضر، هو ابن حافظ الأسد الذي ما برح يقود السفينة إلى المعالي حتى صار في مقدوره أن يقف قدام السيد روحاني وقفة الند للند، ويمحو الصورة السلبية التي تسبب بها رئيس المراسم في قاعدة حميميم الذي أوقفه (على الزيق) كما لو أنه جرسون بينما القائد الكبير بوتين يخطب في جنوده!

أمران وحيدان يفيدان القائد التاريخي ابنَ حافظ الأسد، برأي كاتب هذه السطور، أولهما أن تأتي جموع غفيرة من مؤيدي الولي الفقيه والسيد زميرة للمشاركة في هذا العرس التاريخي، وأن تعبر عن محبتها للقائدين الكبيرين الروحاني والأسد باستخدام الجنازير التي تلطم على الظهور فينشب منها الدمُ باتجاه المنصة الرئيسية، فيتذكر حسن روحاني آنئذٍ سيدَ الشهداء، فترتجف لحيتُه، ويبدأ لسانه بالتلعثم في أثناء إلقاء خطبته، بينما يأتي شبيحة الأسد ومنحبكجيته وزبلعيته مرتدين البدلات الرسمية وربطات العنق، كما لو أنهم مرافقو رئيس فرنسي، يراهم الأسد فينطلق لسانُه بعذب الكلام، وفجأة يتقدم واحد من أعضاء مجلس الشعب، وتبدأ أصابعه باللحمسة على جسد رئيسنا، ويحلف بشرفه ومعتقده أنه يصلح لقيادة العالم!

مقالات متعلقة

مقالات الرأي

المزيد من مقالات الرأي