نعى مخيم الركبان الحدودي مع الأردن طفلين رضيعين من سكانه، نتيجة الحصار الخانق الذي يتعرض له.
وقالت هيئة العلاقات العامة والسياسية في المخيم، الخميس 14 من آذار، إن الطفلة فاطمة بهاء الدين وعمرها أسبوع، والطفل خالد العبد الله وعمره أسبوعان، توفيا نتيجة الحصار المفروض على المخيم وغياب الرعاية الصحية وحليب الأطفال.
وأضافت الهيئة في بيان أن قوات الأسد والقوات الروسية تتحملان مسؤولية وفاة الطفلين، بسبب حصارهما للمخيم منذ أكثر من ثلاثة أسابيع.
ويخضع مخيم الركبان لحصار، منذ حزيران 2018، بعد إغلاق المنفذ الواصل إلى الأردن بضغط روسي، وإغلاق طريق الضمير من قبل قوات الأسد، وزاد الحصار إغلاق جميع المنافذ الشهر الماضي لإجبار النازحين على الخروج إلى مناطق سيطرة النظام.
وأدى الحصار الخانق على الركبان إلى شح في المواد الغذائية والطبية لا سيما حليب الأطفال والأدوية، إلى جانب غياب المحروقات في ظل البرد الذي تعيشه المنطقة، بحسب البيان.
واتهمت الهيئة العامة للمخيم في بيانها كلًا من روسيا وقوات الأسد بسياسة الإبادة الجماعية تجاه النازحين، وأشارت إلى أن استمرار الحصار سيؤدي إلى وفاة مزيد من الأطفال.
ويعيش في مخيم الركبان ما يزيد على 50 ألف نازح، يعانون ظروفًا معيشية سيئة نتيجة الحصار المفروض، وسط شح المساعدات الدولية المقدمة لهم وعرقلة إدخالها للمخيم، بسبب الخلاف الروسي- الأمريكي في المنطقة.
وكان المدير الإقليمي لمنظمة الأمم المتحدة للطفولة (يونيسف)، جيرت كابيليري، حذر في شباط الماضي، من استمرار وارتفاع وتيرة موت الأطفال في مخيم الركبان، مقدرًا أنه منذ بداية هذا العام “توفي طفل كل خمسة أيام”.
واعتبر كابيليري، في بيان حينها، أن الوضع البائس لمخيم الركبان يجعله غير مناسب لولادة أو لنمو الأطفال، وقال إن من بين 12 طفلًا توفوا هذا العام كان خمسة منهم من المولودين حديثًا الذين لم يتجاوزوا أسبوعهم الأول من الحياة.
وأشار إلى أنه وعلى الرغم من الجهود الإغاثية وتحذيرات “يونيسف” فقد استمرت الظروف الصعبة بحصد أرواح الأطفال الصغار، وعبر عن أسفه لمعاناة الأمهات وحزنهن.
وتساءل “كيف بإمكاننا الوقوف بلا فعل شيء بينما يموت الأطفال والرضع من سوء التغذية، والإنتانات، والأمراض التنفسية والحالات الأخرى التي يمكن الحيلولة دونها بسهولة عبر التمكن من الحصول على الرعاية الصحية الملائمة وشروط الحياة الأساسية؟”.
وعقد وفد للأمم المتحدة اجتماعًا مع مسؤولي النظام السوري، في 24 من شباط الماضي، لبحث خروج المدنيين من المخيم، الواقع على الحدود السورية- الأردنية، إلى مناطق سيطرة النظام، وسط مطالب بإنشاء ممر آمن يسمح بالوصول إلى مناطق سيطرة المعارضة في الشمال السوري.
وسبق الاجتماع إعلان روسي، في 19 من شباط، عن افتتاح معبرين “إنسانيين” للخروج إلى مناطق النظام، ولكن وبحسب بيان “الإدارة المدنية” داخل المخيم فلم يعبر أي مدني منها، وسط اتهامات روسية للولايات المتحدة بمنع خروجهم ونشر الخوف بينهم.
–