إدماج اللاجئين سيسهم بالحد من عواقب شيخوخة السكان في ألمانيا
حذرت دراسة ألمانية من العواقب السلبية لشيخوخة السكان على الأمان الاجتماعي، مشيرة إلى ضرورة إدماج اللاجئين في سوق العمل بشكل عاجل.
الدراسة التي أعلنت نتيجتها اليوم، الخميس 14 من آذار، وأعدها باحثان بتكليف من مؤسسة “بيرتلسمان” أكدت أن الزيادة في أعداد المواليد واللاجئين لا تكفي لامتصاص العواقب السلبية لشيخوخة السكان على أنظمة الضمان الاجتماعي في ألمانيا، ولن تكون قادرة وحدها على التأثير على هذه الأنظمة.
وأشارت الدراسة إلى ضرورة توفير مجموعة من الإجراءات لمواجهة هذه التحديات، منها سرعة إدماج اللاجئين في سوق العمل، وتوسيع مجالات عمل النساء.
كما أكدت الدراسة على أهمية رفع سن القادرين على الكسب من خلال اعتماد حد أقصى مرن لسن العمل يتغير وفقًا لمتوسط الأعمار التي سترتفع إلى 70 عامًا بحلول عام 2060، وفقًا لما هو متوقع.
وسيترتب على عدم اتخاذ إجراءات مضادة لتراجع أعداد القادرين على الكسب في ألمانيا مستقبلًا حدوث صراع التوزيع الهائل للأعباء بين جيل الشباب وكبار السن، وفقًا للدراسة.
وأمس حذرت شركات ألمانية من عواقب خسارة الأيدي العاملة في البلاد نتيجة ترحيل اللاجئين أو سحب تصريح الإقامة منهم مطالبة بمنح المندمجين منهم حق البقاء.
كما كانت دراسة أجراها معهد “سوق العمل وأبحاث المهن” الحكومي الألماني أفضت إلى أن إدماج اللاجئين سيؤتي ثماره اقتصاديًا حتى عام 2030.
وارتفع عدد سكان ألمانيا إلى مستوى قياسي بسبب الهجرة الوافدة للبلاد، وفق ما أعلن مكتب الإحصاء بألمانيا نهاية شهر كانون الثاني الماضي.
وأشار المكتب إلى أن عدد السكان بلغ 83 مليون نسمة بسبب الهجرة الوافدة التي عوضت عجزًا مزمنًا في المواليد.
وبيّن المكتب أن هذه التقديرات مبدئية لعام 2018، بينما كان العدد في العام الذي سبقه 82.8 مليون نسمة.
ووصل عدد اللاجئين في ألمانيا عام 2018 إلى 380 ألف لاجئ وفق ما أظهرت بيانات رسمية ألمانية، وهو الأقل منذ عام 2012، كما كان قد بلغ ذروته في عام 2015 إذ كان قد وصل إلى نحو مليون طالب لجوء.
ولفتت البيانات إلى أن العجز في المواليد، وهو الفارق بين الوفيات والمواليد، قُدر بما بين 150 و180 ألفًا.
وتوقعت البيانات ارتفاعًا مستمرًا في مستوى الشيخوخة خلال السنوات المقبلة، وذلك على الرغم من الارتفاع الطفيف في عدد المواليد عام 2018، والزيادة الضئيلة في عدد الوفيات.
وسيتراوح عدد المواليد وفقًا للتقديرات ما بين 785 و805 ألفًا، بينما سيتراوح عدد الوفيات بين 950 و970 ألفًا.
ورغم الارتفاع المطرد في متوسط العمر، إلا أن الهوة بين الولادات والوفيات ستزداد باطراد.
ولطالما وصف المجتمع الألماني بالشيخوخة نتيجة تراجع عدد الشباب وارتفاع أعداد كبار السن، إلا أن بيانات عدة رصدت تغييرًا في متوسط أعمار سكان ألمانيا تزامنًا مع موجة اللجوء التي شهدتها في عام 2015.
وكان عدد اللاجئين بلغ ذروته في عام 2015 بعد أن وصل إلى نحو مليون طالب لجوء، معظمهم من سوريا والعراق وأفغانستان.
–
اذا كنت تعتقد/تعتقدين أن المقال يحوي معلومات خاطئة أو لديك تفاصيل إضافية أرسل/أرسلي تصحيحًا
إذا كنت تعتقد/تعتقدين أن المقال ينتهك أيًا من المبادئ الأخلاقية أو المعايير المهنية قدم/قدمي شكوى
-
تابعنا على :