تستعد تركيا لاستلام مقاتلات “F-35” الأمريكية بعد تسعة أشهر، بالتزامن مع التحضيرات لاستلام منظومة “S-400” الروسية، بموجب الصفقة التي تسير بها مع روسيا.
وقال وزير الدفاع التركي، خلوصي آكار اليوم، الخميس 14 من آذار، “ننتظر وصول مقاتلات F-35 إلى ولاية ملاطية في كانون الأول، واستعدادات البنية التحتية استُكملت في هذا الصدد”.
وأضاف آكار، في تصريحات نقلتها وكالة “الأناضول” أن ورغم التصريحات الصادرة خلال الآونة الأخيرة، فإن ملف استلام تركيا لمقاتلات “F-35” يسير بشكل طبيعي، فالطيارون الأتراك والطواقم الفنية يواصلون تدريباتهم في الولايات المتحدة الأمريكية.
ويأتي حديث الدفاع التركية بعد أيام من تحذير الولايات المتحدة الأمريكية لتركيا من أن استلام منظومة “S-400” سيعرضها لعقوبات منها إعادة النظر في صفقة استلام طائرات “F35”.
وكان رئيس إدارة الصناعات الدفاعية التركية، إسماعيل دمير، صرح بأن بلاده تتوقع بدء تسلم منظومة صواريخ “S-400” في تموز المقبل.
وأضاف أنه من المستحيل أن تقبل تركيا عرضًا قدمته لها الولايات المتحدة لشراء أنظمة “باتريوت” الدفاعية بصيغته الحالية، مضيفًا أن المحادثات مستمرة بهذا الشأن.
وستكون “F-35” أول من يؤسس للجيل الخامس من الطائرات في سلاح الجو التركي، وستعزز الدفاع والهجوم من خلال توفير قدرات لم تكن متوفرة من قبل، بحسب بيان سابق لوزارة الدفاع التركية.
وتعتبر صفقة المقاتلات من أكبر المشاريع في العالم، ومن شأنها أن تطور الصناعة المحلية للأسلحة في تركيا، وخاصة الأجيال الحديثة من الطائرات.
وتطرح السياسية التركية المتوازنة مع أمريكا وروسيا، خاصة بصفقتي السلاح، عدة تساؤلات عن الأهداف التي تريدها من ذلك، والاستراتيجية التي تعتمد عليها في هذه العلاقة، والتي تكاد أن تنسحب على مشاريعها وخططها الدولية والإقليمية.
وفي حديث سابق مع الصحفي والمحلل السياسي التركي إسماعيل كايا، قال إن الحكومة التركية لا تسعى أبدًا لخسارة تحالفها التاريخي والاستراتيجي مع الولايات المتحدة في حلف “الناتو”، ومن جانب آخر تتمسك بقوة بتحالفها التكتيكي مع روسيا.
وبحسب المحلل السياسي، فرغم صعوبة هذه السياسة، نجحت أنقرة إلى حد ما في خلق توازن معين، مستغلة رغبة الجانبين الأمريكي والروسي في عدم خسارة دولة محورية تتمتع بقوة سياسية واقتصادية وموقع جغرافي محوري في المنطقة.
ومقاتلات “F-35” ليست صناعة أمريكية بشكل كامل، بل يوجد فيها بعض القطع الحساسة تصنع في تركيا أيضًا، وقد تمت جميع إجراءات الفحوصات الأولية التجريبية عليها، ورسم على أجنحتها العلم التركي.
–