خورشيد محمد – الحراك السّلمي السّوري
التّدافع بالرّأي
إذا كنّا نريد منع الفساد في الأرض فعلينا أن نُفسح المجال للرّأي المخالف أن يتدافع مع رأينا ليمكث ما ينفع الناس ويستقر الميزان، فالتّدافع ليس محصوراً بالقتال، يقول الله تعالى {وَلَوْلَا دَفْعُ اللَّهِ النَّاسَ بَعْضَهُم بِبَعْضٍ لَّفَسَدَتِ الْأَرْضُ وَلَٰكِنَّ اللَّهَ ذُو فَضْلٍ عَلَى الْعَالَمِينَ} (سورة البقرة-251).
الحريّة لا تُشترى
بلال و «وحشيّ»… قصّة من عاش الحريّة ومن طلبها!! فبلال أصبح حرّاً ثم لم يستطع أحد انتزاع حرّيّته منه وانتهى الأمر بأن قتل سيّده العبدُ!!! أمّا وحشي فكان عبداً وظنّ أن الحريّة تُشترى وتُطلب فاشتراها بقتل حمزة لكنّه اكتشف أنّه اشترى لباس الأحرار لكنّه بقي عبداً. الحريّة ولادة وكل ما يأت بعد ذلك مجرّد تفاصيل… يقول الله تعالى {وَتِلْكَ الأَمْثَالُ نَضْرِبُهَا لِلنَّاسِ وَمَا يَعْقِلُهَا إِلاَّ الْعَالِمُونَ } (سورة العنكبوت-43)
الفظاظة وصحّة الهدف
الفظاظة هي غلظة اللّسان أو حتّى القلم وهي تابعة لغلظة القلب من ناحية عدم الاكتراث بمشاعر المخالفين والعصاة وهما سبب انفضاض النّاس من حولنا. يقول الله تعالى {فَبِمَا رَحْمَةٍ مِّنَ اللَّهِ لِنتَ لَهُمْ وَلَوْ كُنتَ فَظًّا غَلِيظَ الْقَلْبِ لاَنفَضُّواْ مِنْ حَوْلِكَ فَاعْفُ عَنْهُمْ وَاسْتَغْفِرْ لَهُمْ وَشَاوِرْهُمْ فِي الأَمْرِ فَإِذَا عَزَمْتَ فَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُتَوَكِّلِينَ} (سورة آل عمران-159). عندما نضع تصوراً عن الواقع وتوصيات للنّصر ويخالفنا الناس فيها ثم تأتي النتائج كما توقعنا وبما لا يشتهي النّاس نذهب غاضبين ونكيل لهم الشّتائم والتّقريع والشماتة، هل تتصورون حجم حُزن الرّسول عليه الصّلاة والسّلام وغضبه من مخالفيه الذين بسببهم خسر المسلمون معركة فاصلة مع مشركين مثخنين؟! كان يريد لومهم تقريعهم ,مقاطعتهم ,محاسبتهم، وربّما تخوينهم!! لكنّ الله قال أنّ اللّين والرّفق مع المخطئين نعمة ورحمة ولابد من الغفران وإعادة إشراكهم في المشورة والأمر، وتكفي فظاظة القلب خلقاً لينفضّ الجميع من حولنا ولو كنّا على الصراط المستقيم وكلامنا لا يخطئ الهدف.