وجهات نظر لناشطين ومعارضين حول أسباب تصعيد القصف على إدلب

  • 2019/03/13
  • 12:38 م
فرق الدفاع المدني تخلي ضحايا القصف على خان شيخون بريف إدلب - 11 من آذار 2019 (الدفاع المدني)

فرق الدفاع المدني تخلي ضحايا القصف على خان شيخون بريف إدلب - 11 من آذار 2019 (الدفاع المدني)

يختلف المشهد على أرض محافظة إدلب عما اتفق عليه الرئيسان الروسي والتركي فلاديمير بوتين ورجب طيب أردوغان في “سوتشي”،  أيلول 2018، بإنشاء منطقة منزوعة السلاح والمضي بوقف إطلاق نار شامل في المنطقة.

ومنذ مطلع شباط الماضي لم يهدأ القصف الصاروخي والمدفعي من جانب قوات الأسد على المحافظة، ليتطور في الأيام الماضية إلى قصف بالطيران الحربي وتعدى إلى القصف بالفوسفور المحرم دوليًا على مدينة التمانعة، منتصف ليل أمس.

حدة التصعيد ازدادت بشكل خاص عقب إعلان تركيا تسيير أولى دورياتها العسكرية، بموجب اتفاق “سوتشي”، والتي من المرجح أنها أزعجت روسيا التي لم تعلق عليها حتى اليوم، وتبعت الإعلان عنها بقصف جوي على قرية في جسر الشغور، بحسب ما وثق “الدفاع المدني” والمراصد العاملة في المنطقة.

ولم تتضح الأهداف التي يسعى إليها النظام السوري من تكثيف القصف، ويقابل الأمر غياب تام للتصريحات الحازمة من الجانب التركي، والذي يعتبر ضامنًا لاتفاق المحافظة، والطرف “المسؤول” عن حياة أربعة ملايين نسمة يقطنون فيها.

المعارض السوري وعضو “منصة القاهرة”، فراس الخالدي، قال عبر “فيس بوك” معلقًا على تصعيد القصف، اليوم، إن اتفاق “سوتشي” ينص على تسليم إدلب، و”علينا أن نعي كيف ندفع بمطالبنا لتكون مرتبطة بمصالح الدول، وبذلك فقط نحمي أهلنا ونعيد وطننا لنا ومن ثم ننتصر”.

وأضاف أن “الإرادة الروسية تجسّد وجهة النظر المتفق عليها دوليًا والكل يعي ذلك (…) اليوم أقول لكم تفاءلوا بالخير لأن النظام بدأ ينفذ الإرادة الدولية رغمًا عنه والتي تتلخّص (بحل سياسي عادل كما يطلب الشعب)”.

ورغم ترحيب النظام السوري باتفاق “سوتشي” عقب الإعلان عنه، إلا أنه اعتبره “مؤقتًا”، وكان رئيس النظام السوري، بشار الأسد، هدد في وقت سابق بعملية عسكرية على إدلب، معلنًا أنها أولوية لقواته في المرحلة المقبلة.

وأضاف ردًا على سؤال حول موقفه من المناطق التي تسيطر الفصائل المدعومة من تركيا، “سنقاتلهم ونستعيد السيطرة بالقوة. هذا بالتأكيد ليس الخيار الأفضل لنا لكنه الطريق الوحيد للسيطرة على البلد”.

محمد سرميني الباحث ومدير مركز “جسور” للدراسات قال عبر “تويتر” إن محاولات بشار الأسد، أصغر وأضعف من هدم تفاهمات سوتشي.

واعتبر أن التصعيد الخطير وتجدد القصف على إدلب، المترافق مع إعلان تركيا تسيير دوريات، محاولة بائسة من النظام، مشيرًا “عمليًا الدوريات التركية باشرت عملها، القصف الجنوني لأنه لا يوجد اجتياح عسكري، لكن توقف القصف مربوط بتفاهمات تركية- روسية”.

وأضاف سرميني أن قصف قوات الأسد محاولة لكسر تفاهمات سوتشي، و”بالتأكيد يحق لفصائلنا العسكريّة الرد بما هو مناسب، لكن لنتذكر دائمًا أن هدم اتفاق إدلب، وإعادة فتح الجبهات والمعارك هي غاية النظام”.

في حين اعتبر الناشط، عمر أحمد عبر “فيس بوك” أن القصف متركز على ريف حماة الشمالي إضافة للطريق الدولي الواصل من مورك جنوبًا حتى سراقب شمالًا، و”كأنه سيناريو شرق السكة يتكرر هنا ما جعل هواجس الخوف تكتنف أهالي إدلب من سيناريو مخيف يُرسم في الخفاء”.

وقال أحمد إنه “لا وجود للضامن وليست هنالك ضمانات حقيقية، إذ بدأ التصعيد الفعلي بالطلعات الجوية بعد تجول الدوريات التركية (…) لا أحد يعلم ما الذي سيحدث حقيقًة أو ما الذي تم الاتفاق عليه خلف أبواب سوتشي المغلقة التي يعنونها الغموض أصلًا”.

وكانت تركيا طلبت من روسيا إيقاف النظام السوري عن شن الهجمات في محافظة إدلب، والتي أسفرت في الأيام الماضية عن مقتل العشرات من المدنيين.

وقال وزير الدفاع التركي، خلوصي آكار، في إعلان تسيير الدورية في إدلب، “أكبر شكوى لدينا من النظام السوري خرقه لوقف إطلاق النار (…) ننتظر منهم الالتزام به، ونطلب من الروس إيقاف النظام عن شن الهجمات في إدلب”.

وأضاف أن بلاده لا تتواصل مع النظام السوري، بل مع روسيا وعند الضرورة مع إيران.

وبحسب ما قال الباحث السوري، أحمد أبازيد عبر “تويتر”، “ربما يأتي التصعيد الروسي لتعديل تفاهمات سوتشي، أو في إطار الضغط على تركيا لتسيير دوريات روسية في حدود المنطقة العازلة مع الأتراك”.

واعتبر أن “موقف أنقرة حرج كطرف ضامن تتعرض المنطقة المسؤول عن حمايتها للقصف”.

وكان فريق “منسقي الاستجابة” وثق حصيلة قصف قوات الأسد على إدلب، وقال إن عدد الضحايا من المدنيين جراء الحملة العسكرية الحالية على المنطقة منزوعة السلاح الواقعة في ريفي إدلب وحماة، بلغ 101 مدني، بينهم 32 منذ 24 شباط الماضي حتى أمس الجمعة.

وأضاف الفريق، في 9 من آذار الحالي، أن عدد النازحين من المنطقة، بلغ نحو 14226 عائلة بما يعادل 89908 أشخاص، موزعين على أكثر من 146 قرية وبلدة ومخيمًا، مع استمرار إحصاء النازحين الوافدين إلى المناطق الأكثر أمنًا.

مقالات متعلقة

سوريا

المزيد من سوريا