حضّر نظام الأسد تهمةً جاهزة للثائرين في وجهه قبل 4 سنوات وهي العمالة للغرب والاشتراك بالمؤامرة الدولية لإسقاط محور الممانعة في المنطقة، ليعاني السوريون “العملاء” من لعنة الكلمة إلى يومنا هذا.
كذلك هاجم تنظيم “الدولة الإسلامية” كل التيارات التي لا تبايعه ولا تنضوي تحت رايته بتهمة “الكفر والردة” ومن بينها جبهة النصرة والفصائل الإسلامية في صفوف المعارضة، حتى إن أحد خطباء التنظيم أقسم بأن محمدًا صلى الله عليه وسلم سينضم إلى الدولة لو كان بيننا!.
واليوم يأتي الدور على جبهة النصرة التي اتهمت بداية جبهة ثوار سوريا بالفساد واللصوصية ثم وسمت حركة حزم بـ “الأمريكية”، لتقضي على الفصيلين في مشهد دراماتيكي وسيناريو متكرر على اختلاف كاتبيه.
يكفي إذن أن يجتمع السلاح والسعي وراء الكرسي أو الدولة أو الإمارة حتى تركّب التهمة التي تنسجم مع مبادئ أصحابها على المنافسين، والبدء بإفشالهم ثم تشويه صورتهم وصولًا إلى الانقضاض عليهم، أمام مرأى فصائل المعارضة الأخرى.
لا ننكر هنا ما فعلته النصرة على جبهات النظام وتنسيقها مع باقي الفصائل لقتاله في معارك كبرى مصيرية، لكن يبدو أن أصدقاء الأمس يتحولون بسلاسة إلى أعداء اليوم، حتى ولو كانوا من “إخوة المنهج” أنفسهم.
120 قتيلًا هي حصيلة الاقتتال خلال يومين بين النصرة وحزم، يكفي هؤلاء المقاتلون المدربون لسدّ جبهة مشتعلة ضد قوات الأسد، الذي راح يحشد في ريف حلب استكمالًا لمحاولات حصار الأحياء المحررة، مستفيدًا من انشغال المعارضة بمشاكل هي بغنىً عنها.
لنتساءل ماذا بقي للثورة السورية اليوم على الصعيد العسكري، الأسد في محور العاصمة والساحل.. تنظيم الدولة في الشرق.. النصرة تتوسع في الشمال؛ اللهم إلا الجبهة الشامية في حلب ومقاتلو الجيش الحر في الجنوب.
وبطريقة أخرى ماذا جلبت الخلافات في “المنهج” للثورة سوى الفرقة والتشرذم، بل تعدت ذلك إلى تدمير كل النماذج السورية الناجحة والمنظمة وتحييد مشروع الثورة؛ إنهم يمضون في حربٍ مجنونة لا تبقي ولا تذر.
هيئة التحرير