شهدت مدينة داريا الأسبوع الماضي هدوءً نسبيًا على جبهاتها، وسط عملياتٍ قنص متبادلة وقع إثرها أربعة قتلى من قوات الأسد داخل المدينة وأربعة خارجها، في حين تزامن ذلك مع قصفٍ عنيفٍ بالبراميل المتفجرة والصواريخ المدفعية وعمليات التفخيخ، مخلفةً دمارًا كبيرًا في الأبنية السكنية.
وأفاد مراسل عنب بلدي في داريا أن قوات الأسد عادت للضغط على مقاتلي المدينة، وذلك باستهداف أحيائها بعدد كبير من البراميل والأسطوانات المتفجرة، مشيرًا إلى شن الطيران الحربي إحدى غاراته في ساعات الليل المتأخرة.
حيث استهدف الطيران المروحي يوم الاثنين 23 شباط الأحياء السكنية بـ 6 براميل متفجرة، كما سقطت 6 براميل أخرى وسط المدينة يوم الثلاثاء بالتزامن مع اشتباكاتٍ متفرقة على جبهة الصالة الأثرية، وأتبعها يوم الخميس سقوط 6 براميلٍ أيضًا، ليصل عدد البراميل التي استهدفت المدينة الأسبوع الماضي 18 برميلًا.
وبث المركز الإعلامي لمدينة داريا عبر موقعه الرسمي شريطًا مصورًا يرصد سقوط البراميل على تلك المناطق محدثةً أضرارًا ماديةً كبيرةً ومظهرًا قوتها التدميرية العالية واشتعال النيران التي تخلفها.
كما فخخت كتائب الأسد نفقًا على الجبهة الشرقية يوم الأربعاء 25 شباط، إكمالًا للسياسة التي تتبعها في التدمير الممنهج للمباني السكنية والبنى التحتية منذ بدء الحملة العسكرية على المدينة، وفي محاولةٍ لزعزعة صفوف مقاتلي الجيش الحر في الجبهة.
وفي وقتٍ لاحق من اليوم نفسه، فجرت قوات الأسد والميليشيات الداعمة له بناء مسجد النبي حزقيل على الجبهة الشمالية وسوته بالأرض، تزامنًا مع استهداف المنطقة بصاروخين من نوع أرض – أرض.
في المقابل، تمكن مقاتلو لواء شهداء الإسلام العامل في ريف دمشق الغربي من قنص عنصرٍ من جنود الأسد يوم الثلاثاء وآخر على الجبهة الجنوبية الشرقية يوم الخميس، كما تمكنوا من قنص 4 آخرين على جبهة دروشا وإعطاب سيارة عسكرية من نوع سادكوب يوم السبت 28 شباط.
وفي سياقٍ متصلٍ، قنص مقاتلو الاتحاد الإسلامي لأجناد الشام عنصرين من الميليشيات الداعمة للنظام يوم الجمعة 27 شباط، على الجبهة الجنوبية الغربية من المدينة بالقرب من جامع الوهاب.
وعلى صعيد الأوضاع الإنسانية فقد أشار المراسل إلى فقدان مادة الخبز منذ 10 أيامٍ تقريبًا وارتفاعٍ كبيرٍ في أسعار المواد الغذائية جراء إغلاق معبر المدينة النافد إلى معضمية الشام، حيث يعاني قرابة 6000 مدني بينهم أطفالٌ ونساء من الحصار الذي تفرضه آليات الأسد وقواته على المدينة منذ عامين ونصف، وسط انقطاعٍ كاملٍ للخدمات ومقومات المعيشة.