عروة قنواتي
دخلت في العاشر من آذار هيئة الشباب والرياضة السورية عامها السادس بأفراحها وأتراحها، بدموع المنتصرين على منصات التتويج الدولية وغصة الزملاء على شهدائهم وجرحاهم في كل الميادين على مذبح الحرية.
دخلت وكل قطاع فيها يبحث عن الصبر لأيام مقبلة، وعن السكينة لأحلى وأقوى أيام المهرجانات والبطولات والمسابقات، حيث كان كل فرد من أفرادها يقضي ليله ونهاره بين ملعب وصالة، بين اجتماع وتقييم لإثبات الهوية الحقيقية للرياضيين السورييين الأحرار، كل منا كان في الميدان من أعلى الهرم إلى أصغر زميل لنا ينتزع حزامه الأصفر بعد فحوصات وتعب التدريب في رياضة الكاراتيه.
تأتي إشراقة اليوم الجديد في حياة الرياضة السورية الحرة وأبطال الكاراتيه الصغار ينتزعون الأمل والميداليات على منصة بطولة البوسفور الدولية في اسطنبول، بعزيمة الرجال وبهمة المدربين الوطنيين والمسؤولين عن البعثة السورية الحرة.
تأتي إشراقة العام الجديد بالرغم من كل مآسي الإجرام المرتكب بحق شعبنا البطل وبحق الرياضة السورية من نظام الأسد وحلفائه الذين لا يفرقون أبدًا بين شرائح المجتمع كبيرهم وصغيرهم، وبكل المجالات كان الرياضي دائمًا من دافعي الضرائب الضخمة لنيل الحرية في منشآته الرياضية وفي الملاعب وفي الأندية، وعلى صعيد الخبرات والشخصيات والمبدعين الذين تم قتلهم واختطافهم من قبل الأجهزة الأمنية على مدار السنوات الماضية.
تسأل في بعض الأوقات، أما زالت لديكم الهمة للعمل الرياضي، بالرغم من التشتت والأحزان والتفرقة؟ والجواب دائمًا يكون.. ما بعد الصبر إلا الفرج.
ما بعد الصبر إلا الفرج مقولة لا يتقنها ولا يتفنن بها إلا أصحاب الشأن العظيم، أصحاب مساحة التحدي الكبرى.
كل عام وأنتم بألف خير لكل الزملاء في القطاعات الرياضية السورية الحرة داخل الهيئة السورية للرياضة والشباب، وإلى مزيد من التقدم والتألق والنجاح المستمر.